في مشهد يعكس عمق العلاقة بين الشعبين السعودي والفلسطيني، ويُجسد المعنى الحقيقي للتكافل والتضامن الإنساني، واصلت الحملة الشعبية السعودية لإغاثة غزة تحقيق أرقام قياسية في حجم التبرعات، حيث تجاوزت قيمة التبرعات حتى الآن حاجز 725 مليون ريال سعودي، في استجابة واسعة من المجتمع السعودي بجميع فئاته، للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر تحت نيران الحرب في قطاع غزة.
وقد أطلقت الحملة بتوجيه كريم من القيادة السعودية، لتكون قناة رسمية ومنظمة يشارك من خلالها المواطنون والمقيمون في دعم أهل غزة، الذين يواجهون أوضاعًا إنسانية صعبة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر والحصار الخانق، الذي دمّر البنية التحتية وأغرق القطاع في أزمات صحية وغذائية وبيئية غير مسبوقة.
وجاء التفاعل الشعبي مع الحملة لافتًا للنظر، حيث شهدت المنصة الوطنية للتبرعات إقبالًا كبيرًا منذ اللحظة الأولى لإطلاق المبادرة، وشكّلت مساهمات الأفراد، والشركات، والجهات الخيرية، صورة حية عن تلاحم أبناء المملكة مع إخوانهم في فلسطين، ما يعكس القيم الراسخة في وجدان المجتمع السعودي تجاه نصرة المظلوم ومساعدة المحتاج، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، التي لطالما كانت في صدارة أولويات المملكة سياسيًا وإنسانيًا.
ولم تقتصر التبرعات على الأموال النقدية فحسب، بل شملت أيضًا الدعم العيني، والمستلزمات الطبية، والأجهزة الميدانية، وكل ما يمكن أن يُسهم في تخفيف وطأة الكارثة التي تعصف بالمدنيين داخل القطاع. وقد أشرف على تنظيم هذه الحملة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي يواصل جهوده بتوجيهات عليا لضمان إيصال المساعدات إلى مستحقيها داخل غزة في أسرع وقت وبأعلى درجات الكفاءة والشفافية.
ويُنظر إلى هذه المبادرة على أنها واحدة من أكبر الحملات الإغاثية في تاريخ المملكة لدعم فلسطين، وتُعد امتدادًا لسجل طويل من المواقف الرسمية والشعبية السعودية تجاه القضية الفلسطينية، حيث دأبت المملكة على تقديم الدعم السياسي والمادي والإنساني للفلسطينيين في مختلف المراحل والمحطات، تأكيدًا على ثبات موقفها الداعم للحق الفلسطيني في وجه الاحتلال والعدوان.
إن تخطي التبرعات حاجز 725 مليون ريال خلال فترة قصيرة يؤكد أن صوت الإنسانية في المملكة لا يخفت، وأن الأيادي السعودية ستبقى، كما كانت دائمًا، سبّاقة في مدّ يد العون لكل محتاج، وخاصة عندما يكون هذا المحتاج من أبناء فلسطين الذين يواجهون المأساة وحدهم في ظل صمت دولي مطبق. هذه الحملة ليست مجرد أرقام، بل رسالة وفاء وولاء وإنسانية، تبعث الأمل وسط ركام الألم، وتقول لأهل غزة: لستم وحدكم.