أكد وزير التعليم في تصريح إعلامي أن ولي العهد وجّه بإنشاء “المركز الوطني لتطوير المناهج”، وهو كيان وطني متكامل يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في العملية التعليمية من خلال إعادة صياغة وتطوير المناهج الدراسية بما يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وبما يلبي احتياجات التنمية الوطنية والمستقبلية. وأوضح الوزير أن هذا المركز سيكون مسؤولًا عن مراجعة شاملة للمناهج الحالية، وتصميم مناهج جديدة تقوم على أسس علمية وتربوية حديثة، مع الاستفادة من التجارب العالمية الرائدة في التعليم، وفي الوقت نفسه الحفاظ على الهوية الوطنية والقيم المجتمعية التي تميز المجتمع السعودي.
وبيّن الوزير أن التوجه الجديد في تطوير المناهج لن يقتصر على تعزيز الجانب المعرفي فقط، أي نقل المعلومات الأكاديمية التقليدية، بل سيركز بشكل كبير على ترسيخ القيم الإيجابية التي تسهم في بناء شخصية متوازنة ومسؤولة لدى الطالب، وتنمية المهارات الحياتية والمهنية التي تساعده على التكيف مع التغيرات السريعة التي يشهدها العالم. وشدد على أن المناهج المستقبلية ستدمج بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، وتفتح المجال أمام الطلاب لتنمية مهارات التفكير النقدي، والابتكار، وحل المشكلات، والعمل الجماعي، مما يؤهلهم للمنافسة في سوق العمل محليًا وعالميًا.
كما أشار وزير التعليم إلى أن المركز الوطني لتطوير المناهج سيتعاون مع خبراء محليين ودوليين، وسيعتمد أدوات بحث وتطوير متقدمة لضمان جودة المحتوى التعليمي وملاءمته لاحتياجات الطلاب في مختلف المراحل الدراسية. وسيتم وضع آليات لتحديث المناهج بشكل دوري لمواكبة المستجدات العلمية والتقنية، وضمان تزويد الطالب بمهارات القرن الحادي والعشرين، بما في ذلك مهارات الاتصال، والتفكير الإبداعي، والتعلم الذاتي، والقدرة على التعامل مع التقنيات الحديثة.
وختم الوزير حديثه بالتأكيد على أن هذه الخطوة تمثل مرحلة مفصلية في مسيرة تطوير التعليم في المملكة، كونها تعكس الدعم الكبير الذي يوليه ولي العهد لقطاع التعليم، وحرصه على بناء جيل مؤهل علميًا وقيميًا ومهاريًا ليكون قادرًا على الإسهام الفاعل في مسيرة التنمية الوطنية والمنافسة على المستوى العالمي.