شهدت الساحة السياسية اتصالاً هاتفياً مهماً جمع بين فخامة رئيس روسيا الاتحادية وسمو ولي العهد السعودي، حيث استعرض الرئيس الروسي نتائج محادثاته الأخيرة مع فخامة الرئيس الأمريكي. وجاءت هذه المكالمة في توقيت حساس على الصعيد الدولي، إذ تتسارع الأحداث السياسية وتتعاظم الحاجة إلى تفعيل الحوار والدبلوماسية كأداة أساسية لحل الخلافات.وأعرب الرئيس الروسي خلال الاتصال عن شكره وامتنانه لموقف المملكة العربية السعودية الثابت والمبدئي تجاه العديد من القضايا الدولية، مشيداً بالمساعي المتواصلة التي يقودها سمو ولي العهد لإحلال السلام في المنطقة والعالم. وأكد أن هذه الجهود تحظى بتقدير عميق من جانب القيادة الروسية، كونها تسهم في تقليل التوترات وتعزيز الاستقرار الدولي.كما تناول الاتصال الإشادة بالدور الكبير للمملكة في بناء جسور الحوار بين القوى العالمية، حيث برزت الرياض خلال السنوات الماضية كوسيط موثوق وصوت عقلاني يسعى لحماية المصالح المشتركة للشعوب بعيداً عن لغة الصراع. وقد أكد الرئيس الروسي أن بلاده ترى في السعودية شريكاً استراتيجياً يمكن الاعتماد عليه لتعزيز الأمن والاستقرار العالميين.من جانبه، شدد سمو ولي العهد على أن المملكة ماضية في التمسك بسياسة الحوار كسبيل وحيد لتسوية النزاعات، موضحاً أن الحروب والصراعات لا تجلب سوى المزيد من المعاناة للشعوب، بينما الدبلوماسية تفتح آفاقاً للتعاون والتنمية المشتركة.ولفت سموه إلى أن السعودية ستظل على عهدها في دعم المبادرات التي تخدم السلام العالمي، مع التأكيد على أن المملكة لا تتوانى عن تقديم كل أشكال الدعم للمسارات الدبلوماسية، بما يتماشى مع دورها الرائد ومسؤوليتها تجاه المجتمع الدولي.هذا الاتصال يعكس بوضوح المكانة التي وصلت إليها السعودية على الخريطة السياسية الدولية، حيث أصبحت طرفاً محورياً لا يمكن تجاهله في مختلف الملفات الدولية، خصوصاً تلك التي تتعلق بالأمن والاستقرار والسلام.
