الطيار السعودي محمد آل شيبان: بطل مواجهة عاصفة “بيرت” في سماء لندن

في لحظة من الشجاعة والاحترافية، أثار الطيار السعودي محمد آل شيبان إعجاب الكثيرين بعد نجاحه في هبوط طائرته بسلام في مطار جاتويك بلندن خلال عاصفة “بيرت”، التي اجتاحت المملكة المتحدة في الأيام الماضية. كان الهبوط في ظل هذه الظروف الجوية القاسية مثالاً حياً على الخبرة والقدرة على التعامل مع التحديات التي قد تواجه الطيارين أثناء الطيران.

وأوضح آل شيبان في تصريحات خص بها العربية.نت أن الرياح القوية التي تراوحت سرعتها بين 60 و75 كم/الساعة، والأمطار الغزيرة، قد شكلت تحدياً حقيقياً أثناء محاولات الهبوط. وقال: “كانت الرياح الجانبية تؤثر بشكل كبير على استقرار الطائرة، مما اضطرنا لإلغاء هبوط بعض الطائرات الأخرى، وتحويل مسارها إلى مطارات بديلة”.

التحديات التي واجهها آل شيبان

من بين التحديات التي واجهها آل شيبان، كانت الرياح المفاجئة التي يمكن أن تغير مسار الطائرة بشكل غير متوقع. وقال إنه كان من الضروري الحفاظ على توازن الطائرة وتوجيهها بشكل دقيق إلى المنطقة الصحيحة على مدرج الهبوط. وأضاف: “كان الهبوط في البداية معقداً جداً، لذلك تأكدت من وزن الطائرة، وتنسيق الأمور مع برج المراقبة لتحديثات الطقس بشكل مستمر”.

أحد القرارات الحاسمة التي اتخذها آل شيبان في تلك اللحظة كان فصل الطيار الآلي، وذلك بسبب شدة الرياح التي تجاوزت قدرة الطيار الآلي على السيطرة. وقال: “عند الاقتراب النهائي، توليت القيادة يدوياً لضمان ثبات الطائرة على المسار الصحيح، وهو ما جعل الهبوط أكثر أماناً”.

التعامل مع الظروف الجوية الصعبة

تحدث آل شيبان عن كيفية تحضير الطيارين لمثل هذه الظروف القاسية، موضحًا أن الطيارين يجب أن يكونوا مستعدين دائمًا لمواجهة الطوارئ، خاصةً في حال حدوث تغيرات مفاجئة في الطقس. وأضاف: “نبدأ بتقييم دقيق لأحوال الطقس قبل الرحلة، ونتابع تحديثات الرياح بشكل مستمر. في مثل هذه الظروف، من المهم أن نكون مستعدين للاختيار المسبق لمطار بديل إذا لزم الأمر”.

كما أشار إلى أهمية التواصل المستمر مع مساعد الطيار وفريق برج المراقبة، وتحديد الإجراءات الدقيقة التي يجب اتخاذها للحفاظ على سلامة الرحلة. وأكد أن أحد الدروس الأهم في مثل هذه الظروف هو الحفاظ على الهدوء والتركيز.

تجارب سابقة تعزز الثقة والاحترافية

رغم صعوبة الهبوط في ظل العاصفة، أكد آل شيبان أن هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها تحديات مماثلة. وقال: “لقد مررت بتجارب مشابهة في مطارات أخرى تحت ظروف جوية صعبة، مثل الرياح القوية والسحب الركامية والعواصف الرعدية، وكل هذه التجارب علمتني أهمية التركيز في مثل هذه اللحظات”.

وأضاف أن هذه التجارب ساعدته في تحسين استجابته للظروف القاسية، وزادت من ثقته في اتخاذ القرارات السريعة والصحيحة لضمان سلامة الركاب والطائرة. وأكد أن الطيارين يعتمدون على مجموعة من الأنظمة مثل رادارات الطقس وأنظمة الملاحة، التي توفر لهم معلومات دقيقة عن الأحوال الجوية، مما يساهم في اتخاذ قرارات أفضل أثناء الرحلات الجوية.

ردود فعل الركاب والزملاء

عقب الهبوط الناجح، عبر العديد من الركاب عن تقديرهم وامتنانهم للطريقة المحترفة التي أدار بها آل شيبان الهبوط في مثل هذه الظروف. وأكد الطيار السعودي أن إشادة الركاب والزملاء أسعدته، لكنه شدد على أن “سلامة الركاب والطائرة هي الأولوية القصوى”، وأن الثناء لا يُعتبر إلا جزءاً من الواجب المهني للطيار.

في ختام حديثه، أكد آل شيبان أن المهارة والاحترافية ليست مجرد صفات شخصية، بل هي جزء من التدريب المستمر والاعتماد على أحدث تقنيات الطيران. وأضاف: “الطيار الناجح هو من يتعامل مع الظروف الصعبة بهدوء، ويعتمد على الخبرة والأنظمة المساعدة لضمان رحلة آمنة وسلسة”.

عن admin

شاهد أيضاً

سمو ولي العهد يلتقي رئيس جمهورية المالديف ويبحثان تعزيز العلاقات الثنائية وفرص التعاون المستقبلي بين البلدين

في لقاء رسمي هام، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، …