عُقد في مدينة العلا الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي – العماني، برئاسة وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، وذلك في تأكيد على تعزيز الروابط التاريخية والثقافية بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، وفي إطار تنفيذ التوجيهات السامية لقيادتي البلدين.
في كلمته الافتتاحية، عبّر الأمير فيصل بن فرحان عن تقديره للجهود المبذولة من أجل تعزيز التعاون بين البلدين، مؤكداً أن العلاقات السعودية العمانية تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق المزيد من التعاون في كافة المجالات، بما يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي. كما أشار إلى أن تنسيق الجهود بين الرياض ومسقط في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية يعد أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين، ويعكس توافق وجهات النظر بين البلدين.
وقد أشار وزير الخارجية السعودي إلى أن الاجتماع الثاني للمجلس يُعد امتدادًا للاجتماع الأول الذي عقد في نوفمبر 2023، حيث تم إطلاق النسخة الأولى من المبادرات اللجان المنبثقة عن المجلس، التي بلغ عددها 55 مبادرة. وأضاف الأمير فيصل بن فرحان أنه يثمن الجهود الكبيرة التي بذلتها هذه اللجان لمتابعة تنفيذ المبادرات وتحقيق أهدافها.
من جانبه، أكد وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، في كلمته أن مجلس التنسيق يمثل منصة استراتيجية تعكس الإرادة المشتركة للقيادتين في تعزيز التعاون الثنائي، مشيراً إلى أن تعزيز هذه العلاقات لا يقتصر فقط على مصالح البلدين، بل يمتد لتساهم في تحقيق الاستقرار والازدهار الإقليمي في مواجهة التحديات الراهنة.
كما هنّأ وزير الخارجية العماني المملكة العربية السعودية بفوزها بتنظيم النسخة الخامسة والعشرين من بطولة كأس العالم لكرة القدم في عام 2034، معتبراً أن هذا الإنجاز يعكس رؤية المملكة الطموحة وجهودها المستمرة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وفي ختام الاجتماع، وقع الجانبان مذكرة تفاهم بين وزارة الخارجية السعودية ممثلة في معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ووزارة الخارجية العمانية ممثلة في الأكاديمية الدبلوماسية، تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالي الدراسات الدبلوماسية والتدريب.
كما شهدت الزيارة جولة مشتركة للوزيرين في مدينة العلا، حيث زارا الحجر الأثرية وقصر الفريد، في خطوة تعكس حرص البلدين على تعزيز الروابط الثقافية والحضارية بينهما.
تعد هذه الخطوات جزءًا من الجهود المستمرة التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، ولإرساء قاعدة قوية من التنسيق المستمر في القضايا الإقليمية والدولية، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.