في حديثه الأخير، أشار وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، إلى خطط المملكة للاستفادة من ثرواتها المعدنية، ولا سيما في مجال استخراج اليورانيوم. تأتي هذه الخطط في إطار مشروع طموح يهدف إلى استخدام الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء، وهو ما يعتبر خطوة مهمة نحو تحقيق التوازن في مصادر الطاقة في المملكة. هذه المبادرة ستسهم في تنويع مصادر الطاقة المحلية وتوفير الكهرباء بشكل مستدام، بالإضافة إلى تصدير الفائض من اليورانيوم للدول المستهلكة.
ما هي “الكعكة الصفراء”؟
الكعكة الصفراء هي مادة مركزة من خام اليورانيوم يتم إنتاجها خلال المراحل الأولى من معالجة خام اليورانيوم. تمثل هذه المادة مرحلة وسيطة في صناعة الوقود النووي، حيث يحتوي اليورانيوم في الكعكة الصفراء على نسبة تتراوح بين 70% و90%. يعد استخراج وتخصيب اليورانيوم جزءاً من خطة المملكة للطاقة النووية، وهو أحد الخطوات الحيوية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال.
الفوائد الاقتصادية والاستثمارية
تسعى المملكة للاستفادة من تعدين اليورانيوم وتخصيبه، ليس فقط لتلبية احتياجاتها المحلية ولكن أيضًا لتصدير الفائض إلى الأسواق العالمية. كما يساهم هذا المشروع في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال فتح أبواب الاستثمار في العديد من القطاعات مثل التكنولوجيا النووية، التعدين، والبحث العلمي. هذا سيؤدي إلى توفير فرص عمل جديدة ويسهم في تطوير البنية التحتية في مجال الطاقة.
مساهمة في تقليل الاعتماد على النفط
من خلال استخدام الطاقة النووية المولدة من اليورانيوم، يمكن للمملكة تقليل اعتمادها على النفط والغاز الطبيعي في توليد الكهرباء، مما يساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية ويحد من التلوث البيئي. هذا يتماشى مع رؤية المملكة 2030 ويعزز من ملفها في مكافحة التغير المناخي.
التصدير والتعاون الدولي
السوق العالمي لليورانيوم كبير جدًا، ومع نجاح المملكة في تحقيق الاكتفاء الذاتي، يمكنها أن تصبح لاعبًا رئيسيًا في هذا السوق. من المتوقع أن تُبرم المملكة اتفاقيات تجارية مع دول أخرى لتوريد اليورانيوم، بالإضافة إلى التعاون في مجالات الطاقة النووية.
وفي الختام، يشير المختص في شؤون النفط والطاقة، عايض آل سويدان، إلى أن هذه الخطط ستساهم في جعل المملكة رائدة في مجال الطاقة الذرية على الصعيدين المحلي والدولي، مما يدعم دورها البارز في سوق الطاقة العالمية.