تتميز المناطق الشمالية في المملكة العربية السعودية بمناخها البارد خلال فصل الشتاء، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل مناخية بارزة. وفقًا لآراء المختصين، تعتبر هذه المناطق الأبرد في المملكة، بينما يُعد الربع الخالي من بين المناطق الأكثر دفئًا.
تأثير الموقع الفلكي
أوضح أستاذ المناخ بجامعة القصيم، الدكتور عبد الله المسند، أن الموقع الفلكي يلعب دورًا حاسمًا في تحديد درجات الحرارة في مختلف مناطق المملكة. حيث تستقبل المناطق الشمالية كمية أقل من الإشعاع الشمسي مقارنةً بالمناطق القريبة من مدار السرطان، مثل الربع الخالي. وهذا ما يجعل الأخيرة أكثر دفئًا خلال النهار، في حين تعاني المناطق الشمالية من انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة.
الكتل الهوائية الباردة
تعاني المناطق الشمالية من تأثير الكتل الهوائية الباردة القادمة من سيبيريا وأوروبا، مما يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ. بينما يتجنب الربع الخالي التأثيرات الناتجة عن هذه الكتل القطبية، مما يقلل من تعرضه للموجات الباردة. هذا الفارق يساهم في تحديد المناخ العام لكل منطقة.
التوقعات الجوية
في سياق مناخ الشتاء، توقع المركز الوطني للأرصاد في المملكة أن الفرصة لا تزال مهيّأة لهطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة، قد تؤدي إلى جريان السيول، مصحوبة بزخات من البَرَد ورياح نشطة تُثير الأتربة والغبار. تشمل هذه التوقعات عدة مناطق، منها مكة المكرمة، المدينة المنورة، حائل، والرياض.
بينما تكون الأمطار خفيفة إلى متوسطة على مناطق جازان، عسير، والباحة، مع إمكانية تكوّن الضباب على أجزاء من تلك المناطق.
الخاتمة
تستمر العوامل المناخية المختلفة في تشكيل الفروق الحرارية بين مناطق المملكة، مما يبرز أهمية فهم هذه الظواهر في تعزيز الوعي المناخي. إن معرفة الأسباب التي تؤدي إلى تفاوت درجات الحرارة يساعد المجتمع على التكيف مع الظروف الجوية المتغيرة، مما يساهم في تعزيز الاستعداد لمواجهة التحديات المناخية.