عاد الأبطال السعوديون المشاركون في معرض جنيف الدولي للاختراعات 2025 إلى أرض الوطن حاملين معهم إنجازًا تاريخيًا يضاف إلى سجل المملكة في مجال الابتكار والبحث العلمي. فقد تمكن الوفد السعودي، الذي ضم 161 مبتكرًا ومبتكرة من مختلف مؤسسات التعليم العام والجامعي والتدريب التقني، من تحقيق رقم قياسي بحصولهم على 167 جائزة وميدالية، منها الجائزة الكبرى التي نالها الدكتور سعد العنزي من جامعة المجمعة، بالإضافة إلى 6 جوائز دولية و124 ميدالية عالمية في مجالات متعددة تشمل الهندسة، الطب، الكيمياء، البيئة، علوم النبات، نظم البرمجيات، والطاقة.
جاء هذا النجاح الباهر نتيجة جهود مكثفة ودعم مستمر من القيادة الرشيدة التي أولت اهتمامًا خاصًا بتمكين العقول السعودية وتشجيع الابتكار، مما جعل المملكة تتصدر قائمة الدول المشاركة في المعرض الذي شهد مشاركة أكثر من ألف اختراع من 35 دولة حول العالم. وقد شارك المبتكرون السعوديون بـ134 اختراعًا علميًا تنافسوا بها في أكبر دورة للمعرض منذ انطلاقه.
تميزت المشاريع السعودية المشاركة بتنوعها وابتكارها، حيث لفت مشروع جامعة نجران لمعالجة مياه الصرف الصناعي باستخدام محفز ضوئي نانوي من الكربون الحيوي المستخرج من نوى التمر، المدعّم بجسيمات الذهب وأكسيد الزنك، الأنظار وحصل على الميدالية الذهبية. كما حصدت المخترعة أمل حميد البلوي ميدالية ذهبية عن ابتكارها الطبي “كيس نقل الدم المزود بجيوب للفحوصات المخبرية”، مما يعكس تقدم المملكة في مجال الابتكار الطبي.
عبر المبتكرون السعوديون عن فخرهم وامتنانهم للدعم الكبير الذي تلقوه من مؤسسات التعليم والبحث العلمي، مؤكدين أن هذا الإنجاز يعكس ريادة المملكة في دعم الابتكار وتمكين الشباب والشابات من تحقيق طموحاتهم العلمية. كما عبر الدكتور سعد العنزي، الفائز بالجائزة الكبرى، عن شكره العميق للقيادة الرشيدة على دعمها المتواصل للمبتكرين، مشيرًا إلى أن هذا الفوز يمثل خطوة مهمة في تعزيز مكانة المملكة على خارطة الابتكار العالمية.
شهدت لحظة عودة الوفد السعودي إلى الوطن استقبالًا حافلًا يعكس الفخر الوطني والاعتزاز بما حققه هؤلاء المبدعون من إنجازات رفعت اسم المملكة عاليًا في المحافل الدولية. ويأتي هذا النجاح في إطار رؤية المملكة 2030 التي تركز على تطوير منظومة التعليم والبحث العلمي، وتحفيز الابتكار كركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وبناء اقتصاد معرفي متقدم.
بهذا الإنجاز، تؤكد المملكة العربية السعودية مكانتها كقوة فاعلة في مجال الابتكار والاختراعات، وتفتح آفاقًا جديدة أمام شبابها الطموح للمساهمة في تطوير العلوم والتقنيات التي تخدم الوطن والمجتمع، معززة بذلك مسيرة التقدم والازدهار التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات.