في زيارة رسمية هامة إلى العاصمة الإيرانية طهران، التقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع السعودي بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، السيد علي خامنئي، في لقاء وصفته الوكالات الرسمية بأنه خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات بين البلدين. جاءت هذه الزيارة بتوجيهات من القيادة السعودية، في إطار جهود المملكة لتطوير علاقاتها مع إيران، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات، خصوصًا في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية المتشابكة التي تتطلب تنسيقًا وحوارًا مستمرين.
خلال اللقاء، سلّم الأمير خالد بن سلمان رسالة رسمية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى المرشد الإيراني، حيث ناقش الطرفان سبل توسيع العلاقات الثنائية بما يخدم مصالح البلدين والشعبين، ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة. وأكد وزير الدفاع السعودي أن زيارته تهدف إلى توسيع التعاون بين المملكة وإيران في جميع المجالات، معربًا عن أمله في أن تثمر المحادثات عن علاقات أقوى وأكثر إيجابية مما كانت عليه في الماضي.
من جانبه، أكد المرشد الإيراني علي خامنئي على أهمية العلاقة مع السعودية، واصفًا إياها بأنها مفيدة للطرفين، ومشيرًا إلى إمكانية تكامل البلدين في العديد من المجالات. كما أشار إلى وجود أعداء يسعون لإعاقة توسيع العلاقات بين طهران والرياض، داعيًا إلى تجاوز هذه العقبات من أجل مصلحة المنطقة.
وشهد اللقاء حضور اللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، الذي كان قد دعا وزير الدفاع السعودي لزيارة طهران، حيث من المتوقع أن يبحث الجانبان خلال الزيارة عددًا من الملفات الأمنية والعسكرية، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، مثل مكافحة الإرهاب، وتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات كبيرة، مع استمرار التوترات في عدة ملفات إقليمية، بما في ذلك الملف النووي الإيراني، الأزمات في سوريا واليمن، والتحديات الأمنية المشتركة. وتعكس هذه الخطوة رغبة الطرفين في تعزيز الحوار والتفاهم، والبحث عن حلول سلمية ومستدامة للأزمات التي تؤثر على أمن المنطقة واستقرارها.
كما تعكس زيارة الأمير خالد بن سلمان إلى طهران حرص المملكة على الانفتاح الدبلوماسي والتواصل المباشر مع مختلف الأطراف الإقليمية، سعياً لتحقيق بيئة إقليمية مستقرة وآمنة تدعم التنمية والتعاون. ويأمل الجميع أن تسهم هذه المحادثات في بناء جسور الثقة وتعزيز التعاون المشترك، بما يحقق مصالح شعوب المنطقة ويقلل من مخاطر الصراعات.
في المجمل، يمثل لقاء وزير الدفاع السعودي بالمرشد الإيراني محطة بارزة في مسار العلاقات السعودية الإيرانية، ويعكس التزام البلدين بالسعي نحو حوار بناء وتعاون مثمر، يفتح آفاقًا جديدة للتفاهم والعمل المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.