تمكن فريق الأطباء في مستشفى الأسياح العام بمنطقة القصيم من تحقيق إنجاز طبي بارز بإعادة القدرة على المشي لمواطن في الأربعين من عمره، بعد تعرضه لجلطة دماغية حادة أثرت بشكل كبير على الجانب الأيمن من جسده، مما تسبب في فقدانه القدرة على الحركة والتوازن. وقد جاء هذا النجاح نتيجة للتدخل الطبي السريع والدقيق الذي قام به الطاقم الطبي المتخصص في قسم الطوارئ بالمستشفى، إلى جانب التنسيق الفوري مع مركز القسطرة في مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة، حيث تم تطبيق أحدث التقنيات العلاجية المتقدمة لعلاج السكتة الدماغية.
بدأت الحالة عندما وصل المريض إلى قسم الطوارئ وهو يعاني من ضعف شديد في الجانب الأيمن من جسده وصعوبة في النطق، مما استدعى تفعيل “مسار السكتة الدماغية” فوراً، وهو بروتوكول طبي يهدف إلى تقديم العلاج في الوقت الذهبي لتفادي المضاعفات الخطيرة. وبعد إجراء الفحوصات الطبية والأشعة المقطعية، تم نقل المريض بسرعة إلى مركز القسطرة لإجراء تدخل طبي متخصص لسحب الجلطة الدماغية التي كانت السبب في توقف تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، وهو ما ساعد في استعادة الوظائف العصبية المتضررة تدريجياً.
وقد استمر الفريق الطبي في متابعة حالة المريض بعناية فائقة، حيث خضع لجلسات تأهيل طبي مكثفة شملت العلاج الطبيعي والوظيفي، مما ساعد على استعادة قدرته على المشي والتحرك بشكل تدريجي حتى تماثل للشفاء بشكل ملحوظ. ويُعد هذا الإنجاز دليلاً واضحاً على التطور الكبير الذي تشهده الخدمات الطبية في مستشفى الأسياح العام، والقدرة على التعامل مع الحالات الطارئة المعقدة باستخدام أحدث التقنيات الطبية العالمية.
وأكد تجمع القصيم الصحي أن مثل هذه النجاحات الطبية تأتي بفضل التعاون والتنسيق المستمر بين مختلف الجهات الصحية في المنطقة، وحرصها على توفير بيئة علاجية متكاملة تشمل التدخل السريع، والتشخيص الدقيق، والعلاج المتقدم، إضافة إلى برامج التأهيل التي تضمن عودة المرضى إلى حياتهم الطبيعية بأفضل صورة ممكنة. كما أشار إلى أهمية التوعية بأعراض السكتة الدماغية والتوجه السريع للمراكز الطبية المختصة، حيث أن سرعة الاستجابة تلعب دوراً محورياً في تقليل المضاعفات وتحسين فرص الشفاء.
يُذكر أن مستشفى الأسياح العام، عضو تجمع القصيم الصحي، قد بدأ مؤخراً في تطبيق برنامج شامل لعلاج السكتات الدماغية الحادة، والذي يشمل استخدام تقنيات سحب الخثرات الدماغية الحديثة، وتوفير فريق طبي متخصص يعمل على مدار الساعة، مما يعزز من قدرة المستشفى على التعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة بكفاءة عالية، ويعكس التزام القطاع الصحي في المنطقة بتقديم أفضل رعاية ممكنة للمواطنين والمقيمين.