حققت المملكة العربية السعودية إنجازاً اقتصادياً بارزاً بتجاوزها المستهدف الذي وضعته ضمن رؤية 2030 لجذب الشركات العالمية إلى نقل مقراتها الإقليمية إلى داخل المملكة، حيث أعلنت عن استقبال 570 شركة متعددة الجنسيات قامت بنقل مقراتها الإقليمية إلى السعودية، وهو رقم يفوق التوقعات ويُحقق الهدف قبل الموعد المحدد بست سنوات. ويأتي هذا الإنجاز في إطار استراتيجية المملكة الطموحة لتعزيز مكانتها كمركز اقتصادي وتجاري إقليمي وعالمي، من خلال خلق بيئة استثمارية جاذبة تدعم نمو الأعمال وتوفر فرصاً متعددة للشركات العالمية لتوسيع عملياتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقد أكد وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، أن أغلب هذه الشركات التي انتقلت إلى السعودية تنتمي للقطاع الصناعي، ما يعكس توجه المملكة نحو تنويع اقتصادها وتعزيز الصناعات المحلية ضمن رؤية 2030 التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط وتنمية القطاعات الاقتصادية الأخرى. وأضاف أن السعودية لم تكتف بجذب هذه الشركات فقط، بل بدأت مرحلة جديدة تركز على تعظيم الأثر الاقتصادي لوجود هذه المقرات، من خلال دعم التكامل بين الشركات العالمية والاقتصاد المحلي، وتحفيز الابتكار ونقل التكنولوجيا، وخلق فرص عمل جديدة للمواطنين.
وتُعد هذه الخطوة انعكاساً لنجاح السياسات الحكومية التي تضمنت تقديم حوافز وتسهيلات استثمارية متعددة، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية وتحسين بيئة الأعمال، مما جعل المملكة وجهة مفضلة للشركات العالمية التي تبحث عن موقع استراتيجي يربط بين ثلاث قارات ويمنحها الوصول إلى أسواق واسعة وسريعة النمو. كما ساهمت الإجراءات التنظيمية والتشريعية التي تبنتها الحكومة في تسهيل إجراءات تأسيس المقرات الإقليمية، وضمان حقوق المستثمرين، وتوفير بيئة عمل محفزة وآمنة.
ويأتي هذا الإنجاز في ظل توجه المملكة لتعزيز موقعها كمركز عالمي للأعمال، حيث تستضيف العديد من الفعاليات الاقتصادية والمؤتمرات الدولية التي تعزز من فرص التواصل بين المستثمرين والشركات العالمية، وتوفر منصة لعرض الفرص الاستثمارية المتنوعة التي تقدمها المملكة. كما أن وجود هذه المقرات الإقليمية يسهم في تعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين السعودية وبقية دول العالم، ويدعم جهود المملكة في تحقيق التنمية المستدامة وتنويع مصادر الدخل.
ويُذكر أن السعودية كانت قد أعلنت في السابق عن خططها لوقف التعاقد مع أي شركة أجنبية لا تمتلك مقرًا إقليميًا داخل المملكة، مما دفع العديد من الشركات إلى نقل مقراتها إلى السعودية للاستفادة من الفرص الحكومية والمشاريع العملاقة التي تنفذها الدولة. ويُعد هذا القرار من العوامل المهمة التي ساهمت في تسريع وتيرة انتقال الشركات وتعزيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
في الختام، يعكس تجاوز المملكة لمستهدفات جذب الشركات العالمية قبل الموعد المحدد نجاح رؤية 2030 في بناء اقتصاد متنوع ومستدام، ويؤكد قدرة السعودية على المنافسة في الأسواق العالمية كوجهة استثمارية رائدة توفر بيئة جاذبة ومحفزة للنمو والابتكار، مما يعزز من مكانتها الاقتصادية ويخلق فرصاً جديدة للنمو والتطور في مختلف القطاعات.