في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، بدأت اليوم جلسة المباحثات الرسمية بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة، والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في قصر اليمامة بالرياض، وذلك بحضور عدد من كبار المسؤولين من الجانبين. وقد تم استعراض مجموعة من القضايا الاستراتيجية الهامة التي تتعلق بتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الأمن والسياسة والاقتصاد، بالإضافة إلى التطرق إلى تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية التي تؤثر على منطقة الشرق الأوسط.
وقد بدأ اللقاء في أجواء من الاحترام والتفاهم بين الجانبين، حيث حرص الطرفان على مناقشة سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات، خاصة في المجال الأمني والعسكري، حيث تسعى المملكة إلى تعزيز قدرتها الدفاعية من خلال التعاون المستمر مع الولايات المتحدة. كما تم التطرق إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية، التي تشمل التعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والاستثمار، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل اعتماده على النفط.
وفي السياق نفسه، تم تناول مجموعة من القضايا الإقليمية التي تشغل بال الدولتين، بما في ذلك الملف الإيراني والأوضاع في سوريا واليمن، حيث أكدت المملكة على ضرورة العمل المشترك مع الولايات المتحدة لضمان استقرار المنطقة ومواجهة التهديدات التي قد تهدد الأمن الإقليمي والدولي. من جانبه، شدد الرئيس ترامب على أهمية التعاون المستمر مع السعودية في إطار التصدي للتحديات التي تواجه الشرق الأوسط، وأشاد بالجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
كما تم التركيز على موضوعات أخرى ذات أهمية استراتيجية، بما في ذلك الأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب، حيث أكد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في هذه المجالات لضمان التصدي لأي تهديدات محتملة قد تواجه مصالح البلدين وأمن المنطقة بشكل عام. وتم الاتفاق على العمل على تطوير برامج تدريبية مشتركة لتبادل الخبرات وتطوير التقنيات الحديثة في مختلف المجالات العسكرية والمدنية.
وحرص الطرفان على إظهار حرصهما على تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين، حيث تم التأكيد على أن هذه المباحثات تشكل خطوة مهمة نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة في كافة المجالات. كما أعرب الجانبان عن عزمهما على استمرار الحوار والتعاون في المستقبل بما يضمن تحقيق مصالح الشعبين الصديقين ويعزز من استقرار المنطقة بشكل عام.
ومن المتوقع أن تسفر هذه المباحثات عن العديد من الاتفاقيات والتفاهمات التي ستساهم في تعزيز التعاون السعودي الأميركي، وتوطيد العلاقات التاريخية بين البلدين، التي ترتكز على أسس من التعاون المشترك والتنسيق المستمر في مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.