وصلت طلائع الحجاج الإيرانيين إلى مطار عرعر في شمال المملكة العربية السعودية، وذلك في خطوة هامة ضمن خطة منظمة لإعادتهم إلى بلادهم براً عبر منفذ جديدة عرعر الحدودي. تأتي هذه الخطوة تنفيذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، التي تهدف إلى تسهيل جميع احتياجات الحجاج الإيرانيين وتوفير الخدمات اللازمة لهم لضمان عودتهم إلى وطنهم وأهاليهم بأمان وسلامة.
وقد استقبلت وزارة الحج والعمرة والجهات المعنية الحجاج فور وصولهم إلى مطار عرعر، حيث تم تهيئة كافة الإجراءات اللازمة لاستكمال مغادرتهم عبر المنفذ الحدودي. وتعمل الفرق الميدانية على تسهيل انتقال الحجاج بكل يسر وسلاسة، تنفيذًا لخطة متكاملة أعدتها الوزارة بالتنسيق مع الجانب الإيراني، لضمان راحة الحجاج وسرعة مغادرتهم وفق رغبة بعثتهم الرسمية.
ويأتي هذا البرنامج في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة، حيث تم إغلاق الأجواء الجوية الإيرانية بسبب التوترات الإقليمية، مما استدعى اعتماد طريقة سفر مشتركة تجمع بين النقل الجوي والبري. حيث يتم نقل الحجاج من المدينة المنورة إلى مطار عرعر جواً، ومن ثم يتم تفويجهم بالحافلات إلى داخل العراق مروراً بمنفذ جديدة عرعر، حيث يقيمون لفترة قصيرة في مدينتي النجف وكربلاء لأداء مراسم الزيارة في مراقد أهل البيت، قبل استئناف رحلتهم إلى الحدود الإيرانية ومن ثم إلى مدنهم.
وقد غادر أول فوج من الحجاج الإيرانيين الأراضي السعودية ضمن مراحل تنفيذ الخطة التي تشرف عليها وزارة الحج والعمرة، وتتابعها غرفة عمليات خاصة توفر الرعاية والخدمات للحجاج حتى لحظة مغادرتهم. ويُقدر عدد الحجاج الإيرانيين الذين يخضعون لهذه الخطة بحوالي 77 ألف حاج، ويتم نقلهم عبر رحلات جوية يومية إلى مطار عرعر، حيث تستقبل كل رحلة قرابة 350 حاجًا، ليتم بعد ذلك تنظيم سفرهم البري بشكل دقيق ومنسق.
وتعكس هذه الإجراءات النهج الإنساني الذي تتبناه المملكة في رعاية ضيوف الرحمن من مختلف الجنسيات، حيث تلتزم السعودية بتوفير كل ما يلزم لضمان عودة الحجاج إلى بلادهم بأمان، رغم التحديات الأمنية واللوجستية التي تواجهها المنطقة. كما أعرب الجانب الإيراني عن شكره وامتنانه للمملكة على حسن الاستقبال والرعاية التي حظي بها الحجاج طوال فترة وجودهم، مشيدًا بجهود وزير الحج والعمرة السعودي ومتابعته المستمرة لتيسير الإجراءات وضمان راحة الحجاج في كل مراحل رحلتهم.
بهذا التنسيق المشترك والجهود المتواصلة، تؤكد السعودية حرصها على تسهيل أداء مناسك الحج وخدمة الحجاج، مع ضمان سلامتهم وعودتهم إلى بلادهم في أجواء من التنظيم والراحة، حتى في ظل الظروف الإقليمية المعقدة التي تمر بها المنطقة.