في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي، أجرى ولي العهد السعودي اتصالاً هاتفياً مع قادة دول المجلس لمناقشة التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة، خاصة في ظل الأحداث المتسارعة التي تلت الهجوم الإسرائيلي على إيران، بالإضافة إلى الاستهداف الذي تعرضت له المنشآت النووية الإيرانية اليوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. جاء هذا الحوار في وقت حرج تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي.
تناول اللقاء تبادل وجهات النظر حول تداعيات هذه العمليات العسكرية على الوضع الأمني والسياسي في المنطقة، حيث أبدى القادة قلقهم المشترك من التصعيد الذي قد يؤدي إلى تفاقم النزاعات وزيادة المخاطر على شعوب المنطقة. وأكدوا على ضرورة اتخاذ خطوات حذرة تهدف إلى خفض التوتر واحتواء الأزمات قبل أن تتطور إلى مواجهات أوسع تؤثر سلباً على الأمن الإقليمي والدولي.
كما شدد ولي العهد وقادة دول مجلس التعاون على أهمية ضبط النفس واللجوء إلى الحلول الدبلوماسية كسبيل أساسي لتجاوز الخلافات، مؤكدين أن التصعيد العسكري لا يخدم مصالح أي طرف، بل يزيد من تعقيد الأوضاع ويهدد استقرار المنطقة بأسرها. وقد تم التأكيد خلال الاتصال على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء في المجلس لمواجهة التحديات المشتركة والعمل على إيجاد حلول سلمية تحقق الأمن والسلام.
هذا النقاش الهاتفي يعكس حرص دول مجلس التعاون على متابعة الأحداث عن كثب والتعامل معها بحكمة ومسؤولية، حيث تعتبر المنطقة بأكملها في حالة ترقب حيال التطورات المتلاحقة التي قد تؤثر على مستقبلها. كما يعكس أهمية الوحدة والتضامن بين دول المجلس في مواجهة الأزمات والعمل على حماية مصالح شعوبها.
في الختام، جدد ولي العهد وقادة دول مجلس التعاون التزامهم بالعمل المشترك من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدين على أن الحوار والتفاهم هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم. ويأتي هذا التواصل في ظل جهود مستمرة تبذلها المملكة ودول المجلس لتعزيز دورها الإقليمي والدولي في دعم الاستقرار وحماية مصالح المنطقة من أي تهديدات.