أكد البيان الوزاري الصادر عن دول مجلس التعاون الخليجي على الأهمية القصوى للحفاظ على الأمن الجوي والبحري، وكذلك حماية الممرات المائية الحيوية التي تمر عبرها خطوط الملاحة البحرية والتجارة الدولية. وجاء هذا التأكيد في ظل تصاعد التهديدات التي تواجه المنطقة، والتي تشمل استهداف السفن التجارية وتهديد خطوط الملاحة البحرية، بالإضافة إلى المخاطر التي تحيط بالمنشآت النفطية في دول المجلس، والتي تشكل عصب الاقتصاد الوطني والإقليمي. وأوضح البيان أن هذه التهديدات لا تؤثر فقط على أمن واستقرار دول المجلس، بل تمتد تداعياتها لتشمل الأمن والاستقرار العالميين، نظراً للدور الحيوي الذي تلعبه هذه الممرات في حركة التجارة والطاقة على مستوى العالم.
وأشار البيان إلى أن المنطقة تشهد تحديات كبيرة بسبب تصاعد الهجمات والعمليات التخريبية التي تستهدف السفن التجارية، خاصة في مضيق هرمز والبحر الأحمر، وهما من أهم الممرات المائية التي تمر عبرها نسبة كبيرة من تجارة النفط والغاز العالمية. وقد أدى هذا الوضع إلى زيادة كبيرة في تكاليف تأمين السفن وارتفاع أسعار الشحن البحري، مما انعكس سلباً على أسعار السلع والخدمات في الأسواق العالمية. كما أشار إلى أن استمرار هذه التوترات قد يؤدي إلى اضطرابات أكبر في سلاسل الإمداد العالمية، ويهدد استقرار أسواق الطاقة، وهو ما يستوجب تحركاً دولياً عاجلاً للحفاظ على أمن الملاحة البحرية.
وأكد البيان على ضرورة التنسيق والتعاون بين دول المجلس والدول الشريكة والمجتمع الدولي لمواجهة هذه التهديدات، من خلال تبادل المعلومات الأمنية وتعزيز الإجراءات الوقائية لحماية السفن والمنشآت الحيوية. كما شدد على أن أي استهداف لأي من دول المجلس سيُعتبر اعتداءً على الجميع، مما يستوجب اتخاذ موقف موحد وحازم للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. وأشار إلى أهمية دعم الجهود الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار في المناطق المتأثرة بالصراعات، لما لذلك من أثر إيجابي في تقليل المخاطر التي تهدد الملاحة البحرية والتجارة الدولية.
وفي ظل هذه التحديات، يبرز الدور الحيوي للمنظمات الدولية المختصة في مراقبة حركة الملاحة البحرية وضمان سلامتها، بالإضافة إلى أهمية الالتزام بالقوانين الدولية التي تحكم استخدام الممرات البحرية. كما أن التعاون بين الدول في مجال الأمن البحري والجوي يشكل خط الدفاع الأول ضد محاولات تعطيل حركة التجارة والطاقة، ويعزز من قدرة المنطقة على التصدي لأي تهديدات محتملة.
في الختام، يؤكد البيان الوزاري الخليجي على التزام دول المجلس الكامل بالحفاظ على أمن واستقرار المنطقة والعالم، من خلال التصدي بكل حزم للأنشطة التي تهدد الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وحماية المنشآت النفطية الحيوية، والعمل على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال الحيوي. ويظل أمن الممرات المائية والجوية ركيزة أساسية لضمان استمرار حركة التجارة العالمية واستقرار الأسواق، وهو ما يتطلب جهوداً متواصلة ومتضافرة من جميع الأطراف المعنية.