الخزامى والطلح والسدر.. تنوع نباتي وأشجار برية تزدهر في محمية الملك سلمان الملكية لتعزيز التوازن البيئي ومكافحة التصحر

تزخر محمية الملك سلمان بن عبد العزيز الملكية، التي تعد من أكبر المحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية ومن أبرز المناطق المحمية على مستوى الشرق الأوسط، بتنوع نباتي فريد يشمل مئات الأنواع من النباتات البرية والأشجار التي تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على التوازن البيئي وتعزيز الاستدامة البيئية في المنطقة. من بين هذه النباتات التي تزدهر في المحمية وتضفي عليها جمالاً طبيعياً مميزاً، نبات الخزامى الذي يكسو الرمال بألوانه البنفسجية الجذابة خلال فصل الربيع، بالإضافة إلى أشجار الطلح والسدر والشفلح والرمث التي تشكل جزءًا أساسياً من الغطاء النباتي للمحمية.

ويعتبر نبات الخزامى من النباتات العشبية الحولية التي تصل إلى ارتفاع حوالي 40 سنتيمترًا، وينتشر في المناطق الرملية الضحلة داخل المحمية، ويتميز بأزهاره البنفسجية التي تجذب النحل، مما يسهم في دعم التنوع الحيوي من خلال توفير مصادر غذائية مهمة للحشرات الملقحة. أما أشجار الطلح والسدر فهي من الأشجار البرية المعمرة التي تتحمل الظروف المناخية القاسية، وتلعب دورًا هامًا في مكافحة التصحر من خلال تثبيت التربة ومنع انجرافها، فضلاً عن توفيرها موائل طبيعية للعديد من الكائنات الحية، كما تعد مصدراً غنياً للرحيق الذي ينتج منه عسل ذو جودة عالية.

تسعى هيئة تطوير محمية الملك سلمان الملكية إلى حماية هذا التنوع النباتي وتعزيزه عبر تنفيذ مشاريع زراعية مستدامة تهدف إلى زيادة الرقعة الخضراء داخل المحمية، حيث تم زرع ملايين الشتلات من النباتات المحلية التي تم إنتاجها بعناية لضمان ملاءمتها للبيئة الصحراوية. كما تعمل الهيئة على مكافحة الأنواع الغازية التي قد تهدد التنوع النباتي الأصلي، وتطبق استراتيجيات متقدمة للحفاظ على الأصول الوراثية للنباتات، بالإضافة إلى استخدام تقنيات الزراعة المستدامة والرصد البيئي الذكي لضمان استمرارية هذه الأنظمة البيئية الهشة.

تضم المحمية أكثر من 550 نوعاً من النباتات البرية والرعوية، وتتوزع هذه النباتات على عدة مناطق جغرافية متنوعة تشمل السهول والهضاب والجبال، مما يخلق تنوعاً بيئياً فريداً يعزز من قدرة المحمية على استضافة العديد من أنواع الحيوانات البرية والطيور المهاجرة. ويأتي هذا التنوع النباتي كجزء لا يتجزأ من منظومة بيئية متكاملة تسهم في إعادة تدوير العناصر الغذائية والحفاظ على التوازن البيئي، وهو ما يعكس نجاح جهود المملكة في حماية البيئة وتحقيق أهداف رؤية 2030 المتعلقة بتحسين جودة الحياة والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

بالإضافة إلى الجهود الزراعية، تقوم الهيئة بالتعاون مع الجهات الحكومية وجمعيات المجتمع المحلي بتنفيذ مبادرات توعوية وتعليمية تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي وأهمية المحافظة على التنوع الحيوي، مما يساهم في بناء مجتمع مستدام يدرك أهمية الحفاظ على هذه الثروات الطبيعية. كما تعمل المحمية على استعادة الموائل الطبيعية المتدهورة وزراعة الشتلات في المناطق التي تعرضت للتصحر أو التدهور البيئي، مع متابعة مستمرة لنجاح هذه البرامج وتأثيرها الإيجابي على النظام البيئي.

في المجمل، تمثل محمية الملك سلمان الملكية نموذجاً متقدماً في إدارة المحميات الطبيعية، حيث تجمع بين الحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية البيئة الطبيعية، مع تعزيز التنمية المستدامة والتوازن البيئي في منطقة ذات أهمية استراتيجية كبيرة. وتؤكد هذه الجهود على التزام المملكة العربية السعودية بالحفاظ على ثرواتها الطبيعية وتعزيز مكانتها كدولة رائدة في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة على مستوى المنطقة والعالم.

عن admin

شاهد أيضاً

المملكة العربية السعودية خالية حالياً من أسراب الجراد الصحراوي مع استمرار جهود الرصد والمراقبة الميدانية المكثفة

أعلنت الهيئة العامة للوقاية من الآفات الزراعية في المملكة العربية السعودية أن البلاد خالية في …