أعربت المملكة العربية السعودية عن بالغ الحزن والأسف لما شهدته مدينة الكوت العراقية من حادث مأساوي تمثل في اندلاع حريق هائل في أحد المراكز التجارية، ما أسفر عن وقوع عدد من الوفيات والإصابات بين المدنيين الأبرياء. وأكدت المملكة في بيان رسمي مدى تأثرها العميق بهذا المصاب الجلل الذي ألم بالشعب العراقي الشقيق، معبرة عن تعازيها الحارة لأهالي الضحايا وللمصابين، ومقدمة أسمى آيات المواساة والصبر لهم جميعاً.
وأوضحت السعودية أن هذه الحادثة الحزينة لم تترك المجال سوى لأن تعبر عن وقوفها الثابتة إلى جانب العراق، شعباً وحكومة، في مواجهة تداعيات هذا المصاب، مشددة على أن الروابط الأخوية والتاريخية التي تجمع البلدين تجعلها تشارك العراقيين ألمهم وتعاطفهم في هذه اللحظات الصعبة.
كذلك أكدت حكومة المملكة التزامها بمساندة العراق ودعمه في كل ما من شأنه التخفيف من آثار هذه الكارثة والعمل على تقديم المساعدة الإنسانية واللوجستية إذا دعت الحاجة، مؤكدة بأن التضامن بين الأشقاء هو الأساس في تخطي الأزمات والمحن التي قد تواجه الشعوب. يأتي هذا فيما تبذل السلطات العراقية جهوداً كبيرة للتعامل مع الحريق وتأمين سلامة المواطنين، وسط تحركات ميدانية لتقديم الإسعافات الأولية وتطويق الأضرار التي خلفها الحريق.
ولفت البيان إلى أن المملكة العربية السعودية تتابع عن كثب المستجدات وتؤكد استعدادها الكامل للتعاون مع الجانب العراقي في أي خطوة تهدف إلى إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة ومساعدة المتضررين، مبرزاً أهمية تعزيز أواصر الوحدة بين الدول العربية والشعوب لما فيه خير ومصلحة الجميع، خاصة في الأوقات التي تبرز ضرورة التضامن الإنساني والتكاتف في مواجهة المحن.
إن إعلان السعودية عن أسفها العميق وتعاطفها الصادق مع العراقيين في ظل هذه الظروف الصعبة يعكس مكانة المملكة الريادية ودورها المحوري في تعزيز العلاقات الأخوية بين الدول العربية، ويؤكد حرصها على دعم صمود الأشقاء ودعمهم في الوقوف أمام الأزمات التي قد تعترض طريقهم، متمنية لكل الضحايا الرحمة ولكل المصابين الشفاء العاجل.
في الختام، تؤكد السعودية على أن هذه اللحظات تدعو الجميع إلى الوحدة والتكاتف وتبادل الدعم، وتجدد التأكيد على أهمية التكاتف الإنساني والروحي في مجابهة الأزمات، وضرورة العمل المشترك من أجل تعزيز السلام والأمن في المنطقة بما يصون حياة الشعوب ويحقق تطلعاتها نحو مستقبل أفضل ومستقر.
3/
.
بيان مشترك من السعودية، الأردن، الإمارات، البحرين، تركيا، العراق، عمان، قطر، الكويت، لبنان، ومصر يؤكد دعم أمن واستقرار سوريا ويُدين الاعتداءات الإسرائيلية
أصدرت مجموعة من الدول العربية والإقليمية، تضم المملكة العربية السعودية، الأردن، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، تركيا، العراق، سلطنة عمان، قطر، الكويت، لبنان، وجمهورية مصر العربية، بيانًا مشتركًا تناول تطورات الأحداث في سوريا، مؤكدة التزامها بدعم أمن واستقرار وسيادة سوريا ورفض كل أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية.
وشدد البيان على أهمية الوحدة الوطنية والالتزام بسيادة الدولة السورية، مبدياً ترحيبه بالاتفاق الذي تم التوصل إليه لإنهاء الأزمة في محافظة السويداء، والذي يعكس إرادة جماعية لحماية سوريا ووحدتها الوطنية، وحفظ أرواح المواطنين، وضمان حماية المدنيين واستعادة الأمن وسيادة القانون في المحافظة، وهي خطوة تمثل انطلاقة نحو تهدئة الأوضاع ووقف نزيف الدم بين أبناء سوريا.
وأكد البيان كذلك دعم التزام الرئيس السوري فخامة الدكتور بشار الأسد بمحاسبة المسؤولين عن التجاوزات التي وقعت بحق المواطنين في السويداء، والعمل على بسط النظام والقانون في كل أرجاء البلاد، مشددًا على رفضه الظاهر لكل محاولات بث العنف والطائفية، وأي توجهات تهدف إلى تعليم الفتنة والتحريض على الكراهية، منوهًا بأهمية نبذ أي معوقات تعيق جهود المصالحة الوطنية.
كما أدان البيان بشدة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، واعتبرها خرقًا فاضحًا للقانون الدولي وانتهاكًا صارخًا لسيادة سوريا وأمنها واستقرارها، مؤكداً أن هذه العدوانات تسعى إلى زعزعة وحدة الأراضي السورية وتقويض الجهود الوطنية لبناء مستقبل جديد يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق في الأمن والتنمية.
وشدد البيان المشترك على أن أمن واستقرار سوريا يمثلان ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها، وأن الحفاظ على هذا الاستقرار هو أولوية تتقاسمها جميع الدول المشاركة في البيان، نظراً لأثر الأوضاع السورية على الوضع الإقليمي بأكمله.
دعا البيان المجتمع الدولي خصوصاً مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في دعم الحكومة السورية في جهود إعادة بناء البلاد، كما طالبه بضمان انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي السورية المحتلة، ووقف جميع الأعمال العدائية والتدخلات التي تقوض سيادة سوريا وأمنها. وأكد ضرورة تطبيق القرار الدولي رقم 2766 واتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 لضمان تحقيق السلام والاستقرار المستدامين في المنطقة.
هذا البيان يعكس موقفًا موحدًا لدول المنطقة في دعم سوريا وتأكيد سيادتها ووحدة أراضيها، ويؤكد على أهمية التعاون الإقليمي والدولي لإيجاد حلول سلمية تساهم في إعادة بناء سوريا وعودة الاستقرار إليها، وهو يمثل دعوة واضحة للمجتمع الدولي للعمل بجدية ومسؤولية لوقف العدوان ودعم المساعي التي تضمن سلام واستقرار شعوب الشرق الأوسط.