تجمّع نشطاء من المجتمع المدني، الأربعاء، أمام مبنى البرلمان التونسي، للاحتجاج على تواجد نائب متهم بالتحرش الجنسي تحت قبّة البرلمان، بالتزامن مع بدء أولى جلساته.

والنائب هو زهير مخلوف الذي حصل مؤخرا على مقعد في البرلمان عن ولاية نابل وينتمي إلى حزب “قلب تونس”، وقد أُحيل إلى المدّعي العام للجمهورية، وتم فتح تحقيق معه بشبهة “التجاهر بما ينافي الحياء والتحرّش الجنسي”، بعد انتشار صور له على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فيها وهو يمارس سلوكا شاذا في وضع غير أخلاقي أمام معهد ثانوي، اتهمته من خلالها تلميذة قاصر بالتحرّش بها.

وفي الوقت الذي كان النواب الجدد يؤدون اليمين الدستورية، تجمّع المتظاهرون وأغلبهم من النساء أمام البرلمان رافعين شعارات “المتحرش ما يشرّعش” و”يا مخلوف يا جبان لا تدخل البرلمان” و”روّح يا مخلوف” منددين بمشاركة نائب متهم في جلسة تنصيب النواب الجدد بالبرلمان وتمتعه بالحصانة، رغم أنه مازال متابعا من القضاء، داعين إلى طرده ومحاكمته.

وقالت إحدى المشاركات في المظاهرة وتنتمي لجمعية “أصوات نساء”، إن هذه الوقفة هي رسالة رافضة لتواجد النائب والوجه الحقوقي المعروف زهير مخلوف في البرلمان، المكان المقدّس الذي تشرّع فيه القوانين التي تمّس الحياة اليومية للتونسيين، بعد ارتكابه أفعالا ترتقي إلى الجريمة، وتحرشه بفتيات قاصرات، مضيفة أن هذا الجرم يستوجب رفع الحصانة عنه ومعاقبته قبل أدائه اليمين الدستورية.

وتندرج هذه المظاهرة، في إطار حملة “أنا زادا” أي “أنا كذلك” وهو الرديف التونسي لحملة #مي_تو العالمية، والتي انطلقت مؤخرا في تونس، بهدف فضح المتحرشين وكسر الصمت بشأن هذه الانتهاكات، وانخرطت فيها مئات النساء اللاتي شاركن تجاربهن مع التحرش الجنسي على مواقع التواصل الاجتماعي.

في الأثناء، تتواصل أولى مداولات البرلمان التونسي الجديد، والتي ستخصص لانتخاب رئيسه ومساعديه الأول والثاني، وسط منافسة شديدة وغير محسومة النتائج بين رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وغازي الشواشي القيادي في حزب التيار الديمقراطي، وعبير موسى زعيمة الحزب الحر الدستوري الجديد.