هوس التريند: التأثيرات النفسية والاجتماعية

مع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت “الترندات” ظاهرة بارزة تؤثر في حياة الأفراد والمجتمعات. تقدم الأخصائية الاجتماعية نوال الأسمري رؤى حول هذه الظاهرة، موضحةً جوانبها النفسية والاجتماعية وتأثيرها على الهوية والعلاقات.

تشير الأسمري إلى أن البشر يميلون بطبيعتهم إلى الاندماج مع الجماعات، مما يدفعهم للانخراط في الترندات حتى لو لم يكن لديهم اهتمام بها في البداية. هذا الانغماس في الترندات يؤثر بشكل خاص على الشباب والمراهقين الذين لا تزال هويتهم في مرحلة التكوين، ما يجعلهم أكثر عرضة للتأثيرات السلبية.

تؤكد الأسمري أن وسائل التواصل الاجتماعي تقلل من التفاعلات المباشرة بين الأفراد، مما يؤثر سلبًا على العلاقات الأسرية والاجتماعية. فالاتصالات أصبحت تقتصر على الرسائل والتعليقات، مما يفتقد الدفء الإنساني في اللقاءات الحقيقية.

كما تشير الأسمري إلى أن التأثيرات تختلف بين الفئات العمرية، حيث يميل الأصغر سنًا إلى التأثر بالترندات بشكل أكبر، بينما يتمتع البالغون بوعي أكبر يمكنهم من التعامل بحذر. تساهم وسائل الإعلام التقليدية أيضًا في تسليط الضوء على الترندات، مما يعزز من انتشارها في المجتمع.

ورغم المخاطر، ترى الأسمري أن هناك جانبًا إيجابيًا لاستخدام الترندات في نشر الوعي حول القضايا الاجتماعية وتعزيز القيم الأخلاقية. كما تدعو إلى تحقيق توازن بين متابعة الترندات والحفاظ على القيم الثقافية، مع أهمية دور الأسرة والمربين في توجيه الشباب لاستخدام هذه الظواهر بشكل إيجابي.

تختتم الأسمري بضرورة الوعي تجاه هذه الظاهرة، معتبرةً أن الاستثمار في العصر الرقمي يحتاج إلى تفكير نقدي ووعي اجتماعي للحفاظ على القيم وتعزيز الهوية الفردية.

عن admin

شاهد أيضاً

تحليل إحصاءات صحة المرأة والرعاية الإنجابية في السعودية لعام 2024

أصدرت الهيئة العامة للإحصاء في السعودية تقريرها السنوي الخاص بإحصاءات صحة المرأة والرعاية الإنجابية لعام …