في افتتاح معرض “بلاك هات”، الذي يعد الحدث السيبراني الأكبر في المنطقة، كان الفرصة مواتية لمواكبة أحدث التحديات والابتكارات في مجال الأمن السيبراني. الحدث الذي أقيم في مركز “ملهم” شمال العاصمة الرياض، شهد حضور آلاف الزوار من مختلف الفئات العمرية، مع زيادة ملحوظة في أعداد الحضور بنسبة 100% مقارنة بالنسخ السابقة، كما صرح بذلك رئيس الاتحاد السعودي للأمن السيبراني، متعب القني.
خلال الفعاليات، التي اشتملت على مسابقات عملية لاختراق أنظمة وهمية، كان واحد من أبرز الجوانب هو تحدي اختراق أنظمة البنية التحتية للمدن، حيث يتم محاكاة الهجمات على أجهزة حيوية قد تؤثر في حياة الناس. فقد أشار مهندس البرمجيات في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني، تركي بن دلاك، إلى أن الفعاليات تركز على محاكاة اختراق أنظمة مثل أجهزة تبريد المياه والمضخات، وهي أنظمة حيوية قد تترتب على اختراقها مخاطر تهدد الأرواح. كما تناولت التحديات محاكاة اختراق السفن، حيث يمكن للمهاجمين التلاعب في توازنها، مما يؤدي إلى انقلابها.
وأوضح بن دلاك أن الهدف من تنظيم هذه التحديات هو تعزيز الوعي حول طرق وسبل التصدي لهجمات قد تستهدف البنية التحتية الحيوية، خاصة في ظل تزايد التهديدات السيبرانية. وبين أن التحديات لا تقتصر على مجرد “التسلل” إلى الأنظمة، بل تهدف إلى تعليم المشاركين كيفية الوقاية من هذه الهجمات وتعزيز أمن الشبكات في المستقبل.
أحد الجوانب المثيرة في المعرض كانت مشاركات الشباب، لا سيما أولئك الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة. وذكر بن دلاك أنه “منبهر” بمستوى المهارات العالية التي أظهرها هؤلاء المشاركون، مما دفع الاتحاد إلى تخصيص منطقة خاصة لهذه الفئة لتعزيز مهاراتهم.
في الختام، يسعى المعرض إلى إبراز أهمية الأمن السيبراني في عصر التحول الرقمي، حيث أصبحت الهجمات الإلكترونية تمثل تهديدًا حقيقيًا للمجتمعات.