في ظل الانتشار الكبير للمعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وظهور العديد من المشاهير الذين يروجون لمفاهيم جديدة، أصبح “كوكتيل الفيتامينات الوريدية” واحدًا من العلاجات المثيرة للجدل التي يدعي البعض فوائدها الفورية مثل تحسين نضارة البشرة وتخفيف التجاعيد. ومع ذلك، حذر الأطباء المتخصصون من هذه الممارسات التي لا تخلو من المخاطر، مؤكدين أن الفيتامينات الوريدية قد تكون ضارة إذا استخدمت بشكل غير مناسب أو دون إشراف طبي.
أطباء يحذرون من استخدام الفيتامينات الوريدية بشكل عشوائي
يعتبر الدكتور خالد النمر، استشاري القلب وقسطرة الشرايين، أن الطريقة المثلى لتناول الفيتامينات هي بناءً على نتائج تحاليل الدم ووفقًا للاحتياجات الفردية، مشيرًا إلى أن تناول الفيتامينات عن طريق الفم هو الخيار الأفضل والأكثر أمانًا. وأوضح أن تناول الفيتامينات عن طريق الوريد يكون فقط في حالات خاصة مثل الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في امتصاص العناصر الغذائية بسبب أمراض في الجهاز الهضمي.
في نفس السياق، أكد الدكتور وليد البديوي، استشاري طب الأسرة، أن الفيتامينات الوريدية يمكن أن تكون مفيدة للأشخاص الذين لا يستطيعون امتصاص العناصر بشكل طبيعي، مثل مرضى العناية المركزة أو من أجروا عمليات في الأمعاء أو المعدة. ومع ذلك، فإنه يجب استخدامها بحذر، وتحت إشراف طبي دقيق، لتجنب أي آثار جانبية محتملة مثل الحساسية أو الأضرار التي قد تصيب الكبد والكلى.
المخاطر الصحية المرتبطة بالفيتامينات الوريدية
تعتبر المكملات الغذائية عن طريق الوريد وسيلة فعالة في بعض الحالات، لكنها قد تؤدي إلى آثار جانبية خطيرة إذا تم استخدامها بشكل غير صحيح. وفقًا للدكتورة عبير قطان، استشارية طب الأسرة، قد تؤدي المكملات الوريدية إلى مشكلات مثل التسمم بالفيتامينات، التهاب في مكان الحقن، أو اضطراب في المعادن في الجسم. كما أن زيادة الجرعات دون الحاجة الفعلية قد تؤدي إلى الإرهاق والتعب الشديد.
بالإضافة إلى ذلك، حذرت وزارة الصحة من أن الاستخدام العشوائي لهذه المكملات قد يعرض الجسم لمضاعفات صحية أخرى، مثل زيادة السوائل في الدم، مما يعرض مرضى القلب وارتفاع ضغط الدم إلى خطر تلف الكلى أو القلب.
الفيتامينات عن طريق الوريد: هل هي ضرورية للجميع؟
أكد الأطباء أن الفئات الوحيدة التي قد تستفيد بشكل حقيقي من الفيتامينات الوريدية هم الأشخاص الذين لا يمكنهم امتصاص الفيتامينات عبر الجهاز الهضمي، مثل مرضى تكميم المعدة أو المصابين بحالات صحية معقدة. أما بالنسبة للأشخاص الأصحاء، فغالبًا ما تكون الفيتامينات عن طريق الفم أو التغذية المتوازنة أكثر فاعلية وأمانًا.
ختامًا، شدد الأطباء على أهمية استشارة الطبيب المختص قبل استخدام أي نوع من العلاجات الوريدية، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالمكملات الغذائية.