في ظل التحديات البيئية المتزايدة، حذرت مختصة سعودية في التغذية من المخاطر الصحية التي يشكلها “الميكروبلاستيك” على الإنسان. وفقاً لتقرير علمي حديث، تنتشر هذه الجزيئات الدقيقة، التي لا يتجاوز قطرها خمسة ميكرونات، في المياه والأغذية وحتى الهواء الذي نتنفسه، مما يثير القلق بشأن تأثيراتها المحتملة على الصحة العامة.
كيف يدخل الميكروبلاستيك إلى الجسم؟
يُعتبر الميكروبلاستيك أحد أشكال التلوث البيئي التي يمكن أن تدخل جسم الإنسان عن طريق الاستنشاق أو تناول الأطعمة والمشروبات الملوثة. يُعتقد أن هذه الجزيئات تتراكم في الأنسجة الحيوية، مما قد يؤدي إلى تأثيرات صحية خطيرة تشمل الالتهابات واضطرابات في وظائف الأعضاء وزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة.
التأثيرات الصحية المحتملة
الدكتورة ألاء آل مسعود، مختصة الأبحاث في مجال التغذية وعمليات الأيض، أوضحت أن الميكروبلاستيك يمكن أن يسبب تلف الخلايا، بما في ذلك الالتهاب والإجهاد التأكسدي. وقد أظهرت دراسات حديثة أن بعض أنواع أكياس الشاي تطلق كميات كبيرة من البلاستيك الدقيق، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في وظائف الخلايا المعوية.
كما يمكن أن تؤدي هذه الجزيئات إلى اضطرابات الغدد الصماء، حيث تحتوي بعض المواد الكيميائية المرتبطة بالبلاستيك، مثل البيسفينول A (BPA) والفثالات، على خصائص تؤدي إلى اضطرابات هرمونية. وقد ارتبطت هذه المواد بمشاكل في التوازن الهرموني وصحة الإنجاب.
المخاطر القلبية
تشير الأبحاث إلى وجود الميكروبلاستيك في شرايين الإنسان، مما يثير القلق بشأن ارتباطه بمشاكل القلب مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية. يتم التعرض للميكروبلاستيك عبر الابتلاع من خلال استهلاك أطعمة ملوثة مثل المأكولات البحرية والملح، مما يشير إلى وجود خطر مباشر على الصحة.
الجهود التنظيمية والبحثية
تعمل المجتمعات العلمية على دراسة التأثيرات الصحية للميكروبلاستيك لتوجيه السياسات التنظيمية. وقد بدأ الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات لحظر الميكروبلاستيك في مستحضرات التجميل، مما يعكس القلق المتزايد بشأن سلامتها. ومع ذلك، لا يزال المجال في حاجة إلى المزيد من الدراسات لفهم المخاطر بشكل كامل.
الخاتمة
تظهر التحذيرات المتعلقة بالميكروبلاستيك الحاجة الملحة لمواجهة هذا التهديد الصامت الذي قد يؤثر على صحة الأجيال الحالية والمستقبلية. من الضروري تقليل التعرض من خلال دعم الجهود التنظيمية للحد من التلوث البلاستيكي، والبقاء على اطلاع على الأبحاث الجارية لحماية الصحة العامة.