في ظل التحديات الصحية المتزايدة، أثارت دراسة جديدة أجريت في المملكة المتحدة مخاوف بشأن تأثير شرب مياه الصنبور على صحة الإنسان. وفقاً للدراسة، التي شملت 400,000 شخص، وُجدت علاقة محتملة بين شرب المياه التي تفتقر إلى المعادن الأساسية وزيادة خطر الإصابة بالخرف. تشير النتائج إلى أن نقص معادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف الوعائي بنسبة تصل إلى 34%.
تحلية المياه في السعودية
تعتمد المملكة العربية السعودية بشكل كبير على تحلية مياه البحر كمصدر رئيسي للمياه. عملية التحلية تُزيل الأملاح والمعادن من المياه، مما يجعلها مشابهة للمياه العذبة التي تناولتها الدراسة. على الرغم من أن السعودية تضيف معادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم لتعويض هذا النقص، إلا أن فعالية هذه الإضافات لا تزال موضع بحث.
في المناخ الحار والجاف في السعودية، يزداد استهلاك المياه بشكل يومي، مما يجعل جودة المياه عاملاً أساسياً في الصحة العامة. كما تواجه المملكة تحديات صحية أخرى مثل ارتفاع معدلات الأمراض المزمنة مثل السمنة والسكري، والتي قد تزيد من تأثير نقص المعادن الضرورية.
أهمية الرقابة الصحية
خبراء الصحة العامة في السعودية يؤكدون على ضرورة تعزيز الرقابة على جودة المياه المحلاة وإجراء تحاليل دورية. كما يُنصح بتعويض نقص المعادن من خلال تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والمغنيسيوم، مثل منتجات الألبان والمكسرات والخضراوات الورقية.
الدكتور عادل آل عواض، استشاري المخ والأعصاب، أوضح أن الدماغ يحتاج إلى المعادن المهمة بشكل يومي، والتي يمكن الحصول عليها من الغذاء والماء. كما أشار إلى أهمية الابتعاد عن مصادر المياه التي لا تحتوي على هذه المعادن الضرورية.
المخاطر الصحية المرتبطة بنقص المعادن
تشير الأبحاث إلى أن نقص الكالسيوم في المياه قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 63% وزيادة خطر الإصابة بالتصلب المتعدد بنسبة 53%. ويرتبط أيضًا وجود معادن مثل النيتروجين والرصاص والألمنيوم بمشاكل صحية محتملة.
الخاتمة
بينما تختلف الظروف البيئية والمائية بين السعودية والمملكة المتحدة، تبقى أهمية المعادن الأساسية لصحة الجسم والدماغ قاسمًا مشتركًا. تحسين جودة المياه وزيادة الوعي بأهمية التغذية المتوازنة يعتبران مفتاحًا للحفاظ على صحة سكان المملكة وحمايتهم من المخاطر الصحية المرتبطة بنقص المعادن.