تستضيف العاصمة السعودية الرياض في يومي 29 و30 أبريل الجاري الاجتماع الدولي الثاني لمراكز التميز لمكافحة الإرهاب، حيث يجتمع خلاله ممثلون من مراكز أممية ودولية وإقليمية، إلى جانب مركز استهداف تمويل الإرهاب، لمناقشة الدور المتزايد للتقنيات الحديثة في مجال تمويل الإرهاب وكيفية مواجهتها بفعالية. يأتي هذا الاجتماع في إطار الجهود الدولية المتواصلة لتعزيز التعاون بين الدول والمؤسسات المتخصصة في مكافحة الإرهاب، خاصة في ظل التطورات التكنولوجية التي تستخدمها الجماعات الإرهابية لتأمين مصادر تمويلها بطرق معقدة ومتطورة.
ويشكل هذا الحدث منصة هامة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين المشاركين، حيث سيتم استعراض أحدث الدراسات والتقارير المتعلقة بأساليب تمويل الإرهاب، بالإضافة إلى مناقشة التحديات التي تفرضها التكنولوجيا الحديثة مثل العملات الرقمية، والتمويل عبر الإنترنت، والشبكات المالية غير الرسمية. كما يهدف الاجتماع إلى تعزيز التنسيق بين مراكز التميز المختلفة لتطوير آليات مشتركة تكفل رصد ومنع تدفق الأموال التي تستخدم في دعم الأنشطة الإرهابية.
ويأتي انعقاد هذا الاجتماع في ظل تزايد المخاطر الأمنية التي تواجهها العديد من الدول بسبب استخدام التنظيمات الإرهابية للتقنيات الحديثة، مما يستدعي تبني استراتيجيات متقدمة تجمع بين الجوانب التقنية والقانونية والتعاون الدولي لمواجهة هذه الظاهرة. ويشارك في الاجتماع خبراء ومتخصصون في مجال مكافحة تمويل الإرهاب من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب ممثلين عن منظمات دولية وإقليمية، مما يعكس أهمية التعاون متعدد الأطراف في التصدي لهذه التحديات.
ويعتبر مركز استهداف تمويل الإرهاب الذي تأسس في الرياض عام 2017 من أبرز الجهات التي تعمل على تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة تمويل الإرهاب، حيث يضم المركز سبع دول تسعى إلى تبادل المعلومات وتنسيق الجهود لمواجهة هذه الجريمة العابرة للحدود. ويعمل المركز على تطوير أدوات وتقنيات مبتكرة لرصد وتحليل تدفقات الأموال المشبوهة، بالإضافة إلى دعم بناء القدرات لدى الدول الأعضاء لتعزيز فعالية مكافحة تمويل الإرهاب.
وخلال الاجتماع، من المتوقع أن يتم التركيز على تطوير استراتيجيات جديدة لمواكبة التغيرات السريعة في طرق تمويل الإرهاب، بالإضافة إلى مناقشة سبل تعزيز التعاون بين الجهات الأمنية والمالية والقضائية على المستويات الوطنية والدولية. كما ستتم مناقشة دور التكنولوجيا الحديثة في تعزيز الشفافية المالية ومنع استغلال الثغرات القانونية والمالية من قبل الجماعات الإرهابية.
هذا الاجتماع الدولي الثاني لمراكز التميز لمكافحة الإرهاب يعكس التزام المملكة العربية السعودية بدورها الريادي في دعم الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب وتمويله، ويؤكد حرصها على توفير بيئة آمنة ومستقرة من خلال التعاون الدولي وتبادل الخبرات والمعلومات. كما يعزز مكانة الرياض كمركز إقليمي ودولي للعمل المشترك في مجال الأمن ومكافحة الجرائم العابرة للحدود.
في الختام، يمثل هذا الحدث فرصة ثمينة لتقوية شبكة التعاون بين مختلف مراكز التميز والمنظمات الدولية، وتطوير آليات متقدمة لمواجهة التحديات الأمنية الحديثة، بما يسهم في تعزيز الأمن والسلام على المستويين الإقليمي والدولي، ويحد من قدرة التنظيمات الإرهابية على الاستمرار في تمويل أنشطتها الإجرامية.