جددت المملكة العربية السعودية تأكيدها على ضرورة توفير الحماية الكاملة للمدنيين في السودان، مع التشديد على أهمية تنفيذ ما تم التوقيع عليه في إعلان جدة “الالتزام بحماية المدنيين في السودان”. جاء ذلك في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية السعودية، حيث أعربت المملكة عن قلقها البالغ إزاء استمرار المعاناة الإنسانية للشعب السوداني، ودعت جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بالاتفاقيات الموقعة ووقف أي أعمال عنف تستهدف المدنيين أو المنشآت الحيوية.
وأكد البيان على أن إعلان جدة يمثل إطاراً مهماً لضمان حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين في السودان، مشيراً إلى أن المملكة ستواصل جهودها الدبلوماسية والإنسانية لدعم الاستقرار في السودان. كما أشاد البيان بالجهود المشتركة التي تقودها السعودية مع شركائها الإقليميين والدوليين لتعزيز الحوار بين الأطراف السودانية وتهيئة الظروف المناسبة لحل سياسي شامل يضمن أمن واستقرار السودان وسيادته.
وشددت المملكة على أن حماية المدنيين تمثل أولوية قصوى في أي تسوية سياسية، وأن أي انتهاكات في هذا الصدد ستكون محل متابعة ومساءلة دولية. كما دعت المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لضمان تنفيذ بنود إعلان جدة، وتقديم كل أشكال الدعم اللازم لتحقيق الاستقرار في السودان وإنهاء معاناة المدنيين.
يذكر أن إعلان جدة جاء نتيجة جهود دبلوماسية مكثفة بقيادة السعودية، ويشمل بنوداً واضحة حول حماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي، وهو ما تعتبره المملكة أساساً لأي حل دائم للأزمة في السودان. وتواصل السعودية لعب دور محوري في الوساطة بين الأطراف السودانية، مستندة إلى مكانتها الإقليمية والدولية وعلاقاتها التاريخية مع جميع مكونات الشعب السوداني.
كما أعربت المملكة عن أملها في أن تلتزم جميع الأطراف ببنود الاتفاق وتجنب أي تصعيد عسكري، مؤكدة أن الحل العسكري ليس خياراً مطروحاً، وأن الحل الوحيد يكمن في الحوار السياسي الشامل الذي يحفظ حقوق جميع السودانيين ويضمن انتقالاً سلمياً إلى مرحلة الاستقرار والتنمية. وأكدت استعدادها لمواصلة دعمها للسودان وشعبه في هذه المرحلة الحرجة، سواء عبر المسار السياسي أو من خلال المساعدات الإنسانية والتنموية التي تقدمها المملكة بشكل مستمر.
يأتي هذا الموقف السعودي في إطار السياسة الخارجية للمملكة التي تضع استقرار الدول العربية والأمن الإقليمي في صدارة أولوياتها، وتعمل دائماً على دعم الحلول السياسية للأزمات ورفض التدخلات الخارجية التي تزيد الأوضاع تعقيداً. وتعتبر السعودية أن استقرار السودان جزء أساسي من استقرار المنطقة ككل، وهو ما يفسر حرصها الدائم على إيجاد حلول مستدامة للأزمة هناك.