في إطار جهودها المستمرة لتطوير البنية التحتية الرقمية وتحسين جودة الخدمات الإلكترونية المقدمة للمواطنين والزوار، أعلنت المملكة العربية السعودية عن توسيع شبكة الواي فاي في نقاط وصول متعددة، بالإضافة إلى زيادة أعداد أبراج تقنية الجيل الخامس “5G” في المدن المقدسة مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكذلك في المشاعر المقدسة. وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الاتصال الرقمي وتوفير تجربة اتصال متطورة تلبي احتياجات المستخدمين المتزايدة، خاصة في المناطق التي تشهد كثافة عالية من الزوار والمصلين على مدار العام.
ويُعد توسيع شبكة الواي فاي وتحديث أبراج الجيل الخامس جزءاً من رؤية المملكة 2030 التي تركز على التحول الرقمي كركيزة أساسية للنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، حيث تسعى إلى تقديم خدمات تقنية متقدمة تدعم مختلف القطاعات، بما في ذلك السياحة الدينية، والتعليم، والصحة، والتجارة الإلكترونية. وتعكس هذه المبادرات حرص المملكة على توفير بيئة رقمية متكاملة تسهم في تسهيل التواصل والوصول إلى المعلومات بسرعة وكفاءة عالية.
وتشهد مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة حركة زوار ضخمة، خاصة خلال مواسم الحج والعمرة، مما يتطلب بنية تحتية تقنية قوية لضمان استمرارية الاتصال وتوفير خدمات الإنترنت عالية السرعة لجميع الزوار والقائمين على تنظيم الفعاليات الدينية. ومن خلال زيادة أعداد أبراج الجيل الخامس، سيتم تحسين جودة الشبكة بشكل كبير، مما يتيح سرعة اتصال فائقة، وتقليل التأخير، وزيادة القدرة على استيعاب أعداد كبيرة من المستخدمين في آن واحد.
كما أن توسيع شبكة الواي فاي في نقاط متعددة يتيح للمستخدمين الوصول إلى الإنترنت بسهولة ويسر، سواء في الأماكن العامة أو في المرافق الدينية والخدمية، مما يعزز من تجربة الزائرين ويتيح لهم التواصل مع ذويهم، والوصول إلى الخدمات الإلكترونية، والاستفادة من التطبيقات الذكية التي تسهل أداء المناسك وتنظيم الرحلات. ويعكس ذلك التزام المملكة بتوفير بيئة رقمية متطورة تلبي تطلعات الحجاج والمعتمرين وتدعم جهود التحول الرقمي في المملكة.
وبالإضافة إلى الفوائد التقنية، تسهم هذه الخطوة في دعم الاقتصاد الرقمي المحلي، من خلال تعزيز الاعتماد على التكنولوجيا في مختلف المجالات، وتشجيع الابتكار وتطوير الحلول الرقمية التي تخدم المجتمع. كما تفتح فرصاً جديدة للاستثمار في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وتعزز من مكانة المملكة كمركز إقليمي للتقنية والابتكار.
وفي الختام، تؤكد هذه المبادرات على حرص المملكة العربية السعودية على مواكبة أحدث التطورات التقنية العالمية، وتوفير بنية تحتية رقمية متينة تلبي احتياجات المستقبل، خاصة في المناطق ذات الأهمية الدينية والثقافية الكبيرة. كما تعكس حرص القيادة السعودية على تحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين والزوار، من خلال تسهيل الوصول إلى الخدمات الرقمية وتوفير تجربة اتصال متقدمة وآمنة في كل الأوقات.