في إطار حرص المملكة العربية السعودية على تعزيز أواصر التعاون والتنسيق بين مختلف الجهات الدينية، استقبل مفتي المملكة صباح اليوم رئيس الشؤون الدينية بالحرمين الشريفين وعدداً من أئمة الحرم المكي الشريف. جاء هذا اللقاء في أجواء من الاحترام والتقدير، حيث تم خلاله مناقشة العديد من القضايا الدينية والروحية التي تهم الحرمين الشريفين، بالإضافة إلى تبادل الآراء حول سبل تطوير العمل الديني وخدمة قاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وقد أكد مفتي المملكة خلال اللقاء على أهمية الدور الكبير الذي يقوم به رئيس الشؤون الدينية بالحرمين وأئمة الحرم في نشر العلم الشرعي، وتقديم الإرشاد الديني للمصلين والزوار من مختلف أنحاء العالم، مشيداً بجهودهم المتواصلة في الحفاظ على قدسية الحرمين الشريفين وتعزيز القيم الإسلامية الأصيلة. كما تناول الحديث أهمية توحيد الخطاب الديني والارتقاء بمستوى الوعظ والإرشاد بما يتناسب مع متطلبات العصر، مع التركيز على نشر الوسطية والاعتدال ومحاربة الأفكار المتطرفة.
من جانبه، استعرض رئيس الشؤون الدينية بالحرمين الشريفين مع المفتي أبرز المبادرات والبرامج التي تنفذها رئاسة الشؤون الدينية في الحرمين، والتي تهدف إلى خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار، وتوفير بيئة روحية ملهمة تعزز من تجربة العبادة. كما تم بحث آليات تطوير العمل الدعوي والتعليمي، والاستفادة من التقنيات الحديثة في إيصال الرسائل الدينية بشكل فعال وميسر.
وشهد اللقاء تبادل وجهات النظر حول أهمية تدريب وتأهيل الأئمة والخطباء بما يضمن تقديم محتوى ديني هادف ومتوازن، إلى جانب دعم البحث العلمي الشرعي الذي يسهم في إثراء المكتبة الإسلامية وتعزيز الفهم الصحيح للشريعة. كما تم التأكيد على ضرورة التعاون بين مختلف الجهات الدينية في المملكة لتحقيق رؤية المملكة 2030 التي تضع خدمة الحرمين الشريفين وتعزيز مكانتهما على رأس أولوياتها.
وفي ختام اللقاء، جدد الجميع التزامهم بالعمل المشترك من أجل خدمة الإسلام والمسلمين، والحفاظ على مكانة الحرمين الشريفين كمركز روحي عالمي يجمع المسلمين على كلمة واحدة. وأعرب مفتي المملكة ورئيس الشؤون الدينية بالحرمين وأئمة الحرم عن شكرهم وتقديرهم للقيادة الحكيمة التي تولي اهتماماً خاصاً بالشؤون الدينية، وتدعم كافة الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن الروحي والاجتماعي في المملكة وخارجها.
هذا اللقاء يعكس روح التعاون والتكامل بين المؤسسات الدينية في المملكة، ويؤكد على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، والحفاظ على المقدسات الإسلامية، مما يعزز مكانتها كمنارة للعلم والوسطية في العالم الإسلامي.