في خطوة تعكس الاهتمام بالشعائر الدينية ومواكبة الظواهر الفلكية بما يتماشى مع الهدي النبوي الشريف، وجّهت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية كافة أئمة المساجد بضرورة إقامة صلاة الخسوف غدًا الأحد، وذلك بعد إعلان الجهات المختصة عن حدوث خسوف للقمر. هذا القرار يأتي ضمن حرص الوزارة على إحياء السنن المهجورة وتعريف الأجيال الجديدة بأهمية مثل هذه الصلوات التي ترتبط بالظواهر الكونية.
وقد أوضحت الوزارة أن صلاة الخسوف ستقام في جميع مناطق المملكة وفق الضوابط الشرعية، مع التأكيد على التزام المصلين بالهدوء والخشوع أثناء أداء الصلاة التي تُعدّ بمثابة تذكير بعظمة الخالق وقدرته. كما شددت على أن هذه المناسبة فرصة لتعزيز القيم الدينية وزيادة الوعي لدى المجتمع بضرورة التوجه إلى الله في كل حال.
توجيه الوزارة لم يقتصر على إقامة الصلاة فحسب، بل شمل أيضًا تهيئة المساجد والتأكد من جاهزيتها لاستقبال المصلين، إضافة إلى دعوة الأئمة لإلقاء كلمات توعوية عقب الصلاة، تتضمن تذكير الناس بالاستغفار والدعاء والعمل الصالح.
هذا الاهتمام يعكس دور المملكة الريادي في الحفاظ على الهويّة الإسلامية وتعزيز مكانة الشعائر الدينية، خصوصًا في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم. فالظواهر الفلكية لم تعد مجرد أحداث علمية، بل تتحول إلى مناسبات إيمانية تزيد من ارتباط المسلم بربه.
ومن المعروف أن المملكة كانت دائمًا سباقة في إحياء مثل هذه السنن، حيث تقوم وزارة الشؤون الإسلامية بشكل دوري بإصدار تعاميم وتوجيهات مرتبطة بمواقيت الكسوف والخسوف، وتحرص على مشاركة المجتمع في هذه اللحظات الروحانية.
وبذلك، فإن إقامة صلاة الخسوف غدًا ستكون حدثًا مهمًا يذكّر الأمة الإسلامية بضرورة التفكر في قدرة الله، ويعزز من قيم التدبر والخشوع، لتظل المملكة حاضرة في كل ما يعمق الوعي الديني لدى مواطنيها والمقيمين فيها.