تحت الرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين، تستعد مكة المكرمة لاستقبال انطلاق فعاليات الدورة الخامسة والأربعين من مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم، والتي تعد من أبرز الأحداث الدينية والثقافية على المستوى العالمي، حيث يجتمع فيها آلاف المتسابقين من 128 دولة مختلفة، يمثلون قارات العالم كافة، في مناسبة تحمل بين طياتها رسالة سماوية وأهدافًا سامية لترسيخ قيم القرآن الكريم وتعزيز حفظه وتجويده بين الأجيال الشابة.
وتشهد المسابقة هذا العام تنظيمًا دقيقًا ومجهودات مكثفة من الجهات المعنية، لتوفير بيئة مناسبة للمتسابقين تتيح لهم إبراز قدراتهم في الحفظ والتلاوة ضمن أجواء روحانية تحفز على المنافسة الشريفة، مع الالتزام بالإجراءات الصحية والاحترازية التي تحمي المشاركين وتضمن سير المسابقة بسلاسة وأمان.
وتشكل هذه المسابقة منصة دولية تُعزز من التبادل الثقافي والتواصل بين الشعوب من خلال كتاب الله، إذ لا تقتصر على منافسة الحفظ والتجويد فقط، بل تتضمن فعاليات متنوعة تثري تجربة المشاركين وتوسع مداركهم الدينية والثقافية.
ويشارك في المسابقة نخبة من كبار حفظة القرآن وأساتذة التجويد من مختلف الدول، بالإضافة إلى لجنة تحكيم متخصصة، حيث يسعى الجميع إلى إبراز مهاراتهم وإتقانهم لكتاب الله، في ظل متابعة جماهيرية كبيرة من داخل المملكة وخارجها، فضلاً عن التغطية الإعلامية الواسعة التي تحرص على نقل هذه المناسبة المباركة إلى كل أنحاء العالم.
وتأتي هذه الدورة لتجسد رؤية المملكة في دعم الشأن الديني وتعزيز مكانة مكة المكرمة كعاصمة للثقافة الإسلامية، وتأكيدًا على الدور الريادي الذي تلعبه المملكة في خدمة القرآن الكريم والحفاظ على التراث الإسلامي العريق، وهو ما يحظى بتقدير واسع داخل الأوساط الدينية والثقافية.
ومع اقتراب موعد انطلاق المسابقة، تزداد الاستعدادات التنظيمية واللوجستية لضمان نجاح هذا الحدث الكبير الذي يُعد نقطة التقاء للعلماء والطلاب والمحبين لكتاب الله، ويعكس روح الوحدة والتسامح بين المسلمين من كل أنحاء العالم.
