افتتح وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد التصفيات النهائية للدورة الخامسة والأربعين من مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، والتي تُقام هذا العام في رحاب المسجد الحرام بمكة المكرمة، تحت الرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. ويُعد هذا الحدث القرآني السنوي من أبرز الفعاليات الدينية التي تجمع نخبة من المشاركين من مختلف دول العالم، حيث يتنافس حفظة القرآن في مجالات الحفظ والتلاوة والتفسير، مع التركيز على تحقيق أعلى معايير التلاوة الصحيحة والتمكن من علوم القرآن الكريم. وخلال الافتتاح، أكد وزير الشؤون الإسلامية على أهمية المسابقة في تعزيز الثقافة القرآنية ونشر علوم الكتاب العزيز بين الشباب، مشيراً إلى دورها في تشجيع الجيل الجديد على الاقتداء بالقيم الإسلامية وتثبيت الارتباط الروحي بالقرآن الكريم. كما أشاد بالجهود المبذولة لتنظيم المسابقة بما يتوافق مع المكانة المقدسة للمسجد الحرام، وبما يليق بمقام الحرمين الشريفين، مؤكداً أن هذه الفعالية تمثل جسراً دينياً وثقافياً يربط بين المشاركين من مختلف الدول الإسلامية، ويساهم في توحيد الكلمة وتعزيز الوحدة الإسلامية. وشدد على دعم الوزارة المستمر لهذه المسابقة وغيرها من البرامج القرآنية، والتي تهدف إلى تطوير المهارات القرآنية وتحفيز الحفظة والمفسرين على بذل المزيد من الجهد والاجتهاد، بما يعزز الهوية الإسلامية ويرسخ قيم التسامح والتراحم في المجتمع. ويشارك في هذه الدورة من المسابقة عدد كبير من المتسابقين من مختلف الدول، حيث خضعوا لمراحل تصفيات محلية ودولية طويلة قبل وصولهم إلى المرحلة النهائية، التي تشهد منافسة قوية بين أفضل الحفظة والمفسرين، مما يعكس المستوى الرفيع والتنافس الشريف الذي يتميز به هذا الحدث العالمي. تجدر الإشارة إلى أن مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، والتي تُنظم منذ عدة عقود، تحظى باهتمام واسع داخل المملكة وخارجها، لما لها من أثر كبير في تشجيع العلوم الشرعية والارتقاء بالمستوى الثقافي والديني في أوساط الشباب. في المجمل، تمثل هذه المسابقة فرصة ثمينة لتعزيز مكانة المملكة مركزاً عالمياً للقرآن الكريم، وتعكس التزامها الثابت بنشر القيم الإسلامية السامية وتعزيز التواصل الحضاري بين مختلف الشعوب المسلمة من خلال المحبة والتعاون في خدمة كتاب الله العزيز.
