في إطار جهودها المستمرة لتقديم أفضل الخدمات الدينية والروحية لقاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي، أعلنت رئاسة الشؤون الدينية في الحرمين الشريفين عن جاهزيتها الكاملة لتقديم تجربة متميزة للحجاج والمعتمرين من مختلف أنحاء العالم خلال موسم الحج وعيد الأضحى المبارك. وتأتي هذه الجهود لتعزيز التواصل الديني وتسهيل فهم الخطاب الديني من خلال ترجمة ثلاث خطب متتالية إلى 35 لغة عالمية، بهدف الوصول إلى أكثر من 20 مليون مشاهد ومستفيد حول العالم.
وتشمل الخطابات التي سيتم ترجمتها وتوفيرها بلغات متعددة، خطبة “عرفة” التي تُعد من أهم الخطب التي يلقيها الإمام في يوم عرفة، حيث تتناول موضوعات التوبة والرحمة وفضائل هذا اليوم العظيم، بالإضافة إلى خطبة “عيد الأضحى” التي تحمل رسائل الفداء والتضحية والقيم الإسلامية الأصيلة، وكذلك خطبة “الجمعة” التي تُلقى في كل أسبوع لتوجيه المجتمع الإسلامي نحو القيم الدينية والاجتماعية التي تعزز وحدة الأمة وتقوي الروابط بين أفرادها.
وقد أكدت رئاسة الشؤون الدينية أن هذه المبادرة تأتي استجابة لتنوع الحجاج والمعتمرين من مختلف الجنسيات والثقافات، حيث تسعى إلى توفير محتوى ديني موحد وواضح يُسهم في تعميق الفهم الصحيح للدين الإسلامي، ويعزز من تجربة العبادة ويجعلها أكثر قرباً وتأثيراً في النفوس. كما تهدف إلى تمكين الجميع من الاستفادة الكاملة من خطب الحرمين الشريفين، بغض النظر عن اللغة التي يتحدثونها.
وتعكس هذه الخطوة التزام رئاسة الشؤون الدينية بتوظيف التقنيات الحديثة في خدمة الحرمين الشريفين، حيث سيتم بث الخطابات المترجمة عبر منصات متعددة تشمل القنوات التلفزيونية، ومواقع التواصل الاجتماعي، والتطبيقات الذكية، مما يضمن وصولها إلى أوسع قاعدة ممكنة من المسلمين في مختلف أنحاء العالم. كما سترافق هذه الخطوات جهود توعوية وترفيهية تهدف إلى نشر القيم الإسلامية وتعزيز الروحانية لدى الحجاج والمعتمرين.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه المملكة العربية السعودية اهتماماً متزايداً بتطوير الخدمات المقدمة للحجاج والزوار، ضمن رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تحويل الحرمين الشريفين إلى مركز عالمي للعبادة والتعلم الديني، مع توفير بيئة آمنة ومريحة تلبي احتياجات جميع الزوار. كما يعكس حرص القيادة السعودية على نشر رسالة الإسلام السمحة والمعتدلة، وتعزيز التواصل الحضاري مع مختلف الشعوب.
وفي الختام، تؤكد رئاسة الشؤون الدينية أن هذه المبادرة ستسهم بشكل كبير في إثراء تجربة الحجاج والمعتمرين، وتوفير محتوى ديني غني ومتنوع يعزز من معاني العبادة والروحانية، ويجعل من زيارة الحرمين الشريفين تجربة فريدة تتجاوز حدود اللغة والثقافة، لتصل إلى قلوب وعقول الملايين حول العالم، في رسالة سلام ومحبة تجمع المسلمين على كلمة واحدة.