شهدت الساحات المحيطة بمسجد نمرة في مشعر عرفات تدشين مشروع سقيا الحجاج، وهو مبادرة تهدف إلى تحسين الظروف المناخية وتوفير الراحة للحجاج خلال أداء مناسك الحج في هذا الموقع الحيوي. يأتي هذا المشروع كجزء من الجهود المتواصلة لتسهيل حركة الحجاج وضمان سلامتهم، خاصة في ظل درجات الحرارة المرتفعة التي قد تصل إليها المنطقة خلال موسم الحج.
تم تجهيز المشروع بتوفير 70 وحدة تبريد متطورة موزعة بشكل استراتيجي في الساحات الخلفية لمسجد نمرة، بهدف تحقيق أقصى استفادة من قدرات التبريد وتقليل الشعور بالحرارة الشديدة على الحجاج. هذه الوحدات ليست فقط أداة للتبريد، بل تساهم في تحسين جودة الهواء وتعزيز الشعور بالراحة النفسية والجسدية للحجاج، مما يمكنهم من أداء مناسكهم بطمأنينة ودون معاناة من حرارة الجو.
يمتاز المشروع بطاقة إنتاجية عالية تصل إلى تبريد حوالي 140 ألف حاج في الساعة، مما يعكس ضخامة حجم الخدمة التي يقدمها والتخطيط الدقيق الذي اعتمد عليه لتنظيم تدفق الحجاج بشكل منظم ومريح. هذا الرقم يوضح أن المشروع قادر على استيعاب أعداد كبيرة من الحجاج في وقت واحد، مما يقلل من التكدس ويساعد في تنظيم الحركة داخل المشعر.
إلى جانب وحدات التبريد، تم تصميم المشروع بحيث يتكامل بشكل فعّال مع مشروعي المظلات والرذاذ المائي الموجودين في الساحات، مما يخلق منظومة متكاملة تهدف إلى حماية الحجاج من أشعة الشمس الحارقة وتوفير جو معتدل بفضل التبريد الرذاذي والظل الذي توفره المظلات. هذا التكامل يعكس رؤية شاملة لإدارة المشاعر، حيث تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والتصميم الهندسي الذكي لخدمة الحجاج على أعلى مستوى.
بفضل هذه المبادرة، يتحقق المزيد من الراحة والأمان للحجاج أثناء أدائهم لمناسك الحج في مشعر عرفات، وهو أحد أهم المواقع الدينية التي تشهد توافد الملايين من الحجاج كل عام. يساهم مشروع سقيا الحجاج في تحسين تجربتهم ويعزز من جهود الجهات المعنية لتوفير بيئة مناسبة صحياً وبيئياً، مما يجعل موسم الحج أكثر تنظيماً وأماناً.