وزير الاستثمار السعودي يزور متحف دمشق الوطني برفقة وزيري الثقافة والأوقاف السوريين في خطوة تعكس اهتمامًا متبادلًا بتعزيز العلاقات الثقافية بين السعودية وسوريا

في زيارة تحمل دلالات ثقافية وحضارية عميقة، قام وزير الاستثمار في المملكة العربية السعودية بجولة داخل أروقة متحف دمشق الوطني، أحد أبرز المعالم الثقافية السورية، وذلك برفقة كل من وزير الثقافة السوري ووزير الأوقاف. وتأتي هذه الزيارة ضمن برنامج الزيارة الرسمية التي يجريها الوزير السعودي إلى الجمهورية العربية السورية، في إطار جهود مشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف المستويات، بما فيها الجانب الثقافي الذي يشكل ركيزة أساسية في التقارب الحضاري العربي.

وقد تنقل الوفد بين قاعات المتحف المتعددة، التي تحتضن مجموعات نادرة من القطع الأثرية، التي تمتد من عصور ما قبل التاريخ وحتى الحقبة الإسلامية. وشملت الجولة الاطلاع على مقتنيات تمثل حضارات مختلفة تعاقبت على الأراضي السورية، من الآراميين إلى الآشوريين، ومن اليونانيين إلى الرومان، وصولًا إلى العصر الإسلامي، وهو ما يعكس ثراء سوريا الحضاري ومكانتها كمهد للحضارات الإنسانية.

وأبدى الوزير السعودي إعجابه الشديد بالمحتوى الثقافي المتنوع للمتحف، مشيدًا بجهود الحكومة السورية في الحفاظ على هذا الإرث التاريخي رغم التحديات، وعبّر عن تقدير المملكة العميق للقيمة التي تمثلها الثقافة السورية في الوجدان العربي المشترك. كما أشار إلى أن الاهتمام بالثقافة لا ينفصل عن رؤية السعودية المستقبلية في توسيع أطر التعاون مع الدول العربية، خصوصًا في ما يتعلق بإحياء التراث المشترك، وتعزيز الهوية الثقافية الجامعة.

ومن جانبهم، ثمّن الوزيران السوريان هذه الزيارة، معتبرين إياها مؤشرًا واضحًا على رغبة صادقة من الطرفين في إحياء البعد الثقافي للعلاقات الثنائية، الذي يشكّل في نظرهم حجر أساس لأي شراكة تنموية شاملة في المستقبل. وجرى خلال الجولة تبادل الآراء حول أهمية التعاون في مجالات الثقافة والتعليم والتراث، وتم التأكيد على ضرورة تنظيم فعاليات ومعارض مشتركة تعزز من التفاعل الثقافي بين الشعبين.

وتأتي هذه الخطوة في توقيت تشهد فيه العلاقات بين السعودية وسوريا تقدمًا لافتًا على مختلف الأصعدة، خاصة بعد سلسلة من الزيارات الرسمية واللقاءات رفيعة المستوى التي تعكس توافقًا في الرؤى بشأن عدد من القضايا الإقليمية، إلى جانب السعي المشترك نحو بناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للمنطقة.

ويُعتبر متحف دمشق الوطني رمزًا من رموز الهوية السورية، ليس فقط بسبب مقتنياته الفريدة، بل لكونه شاهدًا حيًا على تاريخ شعب عريق، ما يجعل من زيارته من قبل مسؤولين رفيعي المستوى من الدول الشقيقة رسالة تؤكد على أهمية الثقافة في ترسيخ العلاقات، وتجعل من الحوار الحضاري جسرًا حقيقيًا للتقارب والتفاهم.

عن admin

شاهد أيضاً

وزير الإعلام السوري يعلن أن منتدى الاستثمار السعودي السوري المزمع عقده غداً سيشهد توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم اقتصادية واستثمارية بقيمة 21 مليار ريال سعودي، لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين

أعلن وزير الإعلام السوري أن منتدى الاستثمار السعودي السوري الذي سيُعقد غداً يمثل محطة هامة …