أعربت المملكة العربية السعودية عن استنكارها الشديد وإدانتها المتواصلة لاستمرار أعمال العنف والاعتداءات التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون ضد المدنيين الفلسطينيين العزل، والتي تجري تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن هذه الممارسات تمثل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية. وأشارت المملكة بشكل خاص إلى الهجمات الأخيرة التي شهدتها قرية كفر مالك الواقعة شرق مدينة رام الله، حيث تعرض سكان القرية لاعتداءات ممنهجة من قبل المستوطنين وسط حماية مباشرة من قوات الاحتلال، الأمر الذي أدى إلى وقوع إصابات وأضرار في الممتلكات وزيادة معاناة الأهالي، في مشهد يتكرر في العديد من المناطق الفلسطينية بشكل يومي.
وجددت المملكة إدانتها الشديدة لاستمرار أعمال العنف الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة، بما في ذلك الاستهداف المتعمد للمواقع المدنية التي تأوي النازحين، وهو ما يمثل انتهاكاً واضحاً للمواثيق الدولية التي تجرم استهداف المدنيين وتكفل لهم الحماية في أوقات النزاعات. وأكدت السعودية أن استمرار هذه الاعتداءات الوحشية يفاقم من معاناة الشعب الفلسطيني ويزيد من حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع، خاصة في ظل الحصار والظروف الإنسانية الصعبة التي يواجهونها منذ سنوات.
وشددت المملكة على أهمية بذل كافة الجهود من أجل توفير الحماية الكاملة للمدنيين الفلسطينيين في جميع الأراضي المحتلة، وضرورة تمكين الشعب الفلسطيني الشقيق من نيل جميع حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وأكدت السعودية أن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة لن يكون ممكناً دون إنهاء الاحتلال ووقف جميع أشكال العدوان على الشعب الفلسطيني.
وفي ختام بيانها، جددت المملكة مطالبتها الملحة للمجتمع الدولي، وفي مقدمته مجلس الأمن والأمم المتحدة، بضرورة الاضطلاع بمسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية، والعمل الجاد على وقف جميع الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وضمان احترام القوانين الدولية والإنسانية، واتخاذ إجراءات فاعلة تضمن حماية المدنيين ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب التي تشجع الاحتلال على مواصلة اعتداءاته دون رادع. وأكدت السعودية استمرار دعمها الثابت للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حتى ينال كامل حقوقه المشروعة ويحقق تطلعاته في الحرية والاستقلال.