رحبت المملكة العربية السعودية بإعلان التوصل إلى مبادئ تفاهم بين حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وتحالف نهر الكونغو – حركة 23 مارس، الذي جرى توقيعه في العاصمة القطرية الدوحة، معربة عن تقديرها للجهود الدبلوماسية البناءة التي رعتها دولة قطر الشقيقة في سبيل تحقيق هذا الإنجاز الهام. وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان رسمي أن هذا الإعلان يمثل خطوة مهمة وإيجابية نحو تحقيق استقرار أفضل في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والذي بدوره من المتوقع أن يعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويخفف من الظروف الإنسانية الصعبة التي يعاني منها عدد كبير من سكان البلاد.
جاءت هذه الخطوة في إطار السعي الدولي والإقليمي المستمر لتقليل أزمات السلم والأمن في إحدى أكثر الدول الإفريقية تعقيداً، حيث أثرت النزاعات الداخلية والخلافات المسلحة على مسيرة التنمية والاستقرار لعقود، مخلفة تداعيات إنسانية جسيمة. وتطلعت السعودية إلى أن يسهم إعلان مبادئ التفاهم في فتح آفاق جديدة للحوار الوطني والتوصل إلى حلول سلمية مستدامة تساعد في تحسين حياة المواطنين، وتهيئة بيئة آمنة تسمح بإطلاق مشاريع التنمية والإصلاحات الضرورية التي تضمن مستقبل أفضل للكونغو الديمقراطية وشعبها.
وأشادت المملكة بالدور الهام الذي لعبته دولة قطر في تسهيل اللقاءات والمفاوضات بين الأطراف المختلفة، حيث نجحت في خلق منصة مواتية لتحقيق توافقات أسهمت بشكل فعّال في تقديم مبادرة دبلوماسية معتبرة تهدف إلى إنجاز تسوية تشمل الأطراف كافة، وتحافظ على وحدة البلاد وسيادتها. وأشارت السعودية إلى أن هذا التعاون الإقليمي والدولي يبشر بإمكانيات كبيرة لإرساء دعائم السلام وتعزيز الأمن الاستراتيجي في منطقة وسط أفريقيا، التي تعتبر ذات أهمية كبرى للمنطقة والعالم أجمع.
كما أعربت الوزارة السعودية عن أملها في أن يتبع هذا الإعلان خطوات فعلية وميدانية نحو تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من بنود، وبما يساهم في تقليل التوترات وتحقيق استقرار طويل الأمد. كما أشارت إلى أهمية الالتزام الكامل لدى جميع الأطراف بالاتفاقيات والاتفاقات التي تستهدف المصلحة الوطنية والحقوق المشروعة لجميع مكونات الشعب، وذلك لبناء دولة قوية ومتجانسة قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
تأتي هذه الدعوة في سياق التوجه السعودي نحو تعزيز مواقف مبنية على دعم الأمن والسلم الدوليين، ودعم الحلول الدبلوماسية لأي نزاعات أو أزمات، في إطار التزام المملكة بدورها الفاعل في نشر السلام والاستقرار إقليمياً وعالمياً. وتؤكد هذه المبادرات حرص السعودية على تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة في مختلف المجالات، بهدف تطوير سبل التكامل والتضامن الخليجي والإفريقي بما يعود بالنفع على شعوب المنطقة ويخدم الأمن الجماعي.
في الختام، يؤكد هذا الإعلان على أهمية التنسيق الدولي والإقليمي في مواجهة تلك التحديات، ومدى قدرة الحوار البناء الذي ترعاه المبادرات الدبلوماسية على إيجاد حلول سلمية للأزمات التي تعاني منها الدول، مع الأمل في أن تثمر هذه الجهود عن مستقبل أكثر إشراقاً، وبيئة آمنة ومستقرة لشعوب جمهورية الكونغو الديمقراطية والمنطقة برمتها.