أعلن مراسل الإخبارية عن بدء المرحلة التجريبية لتشغيل مركبات الأجرة ذاتية القيادة في عدة مواقع منتقاة داخل مدينة الرياض، حيث تم اختيار سبعة مواقع استراتيجية لتطبيق هذه التقنية الحديثة التي تمثل نقلة نوعية في مجال النقل الذكي والمستقبل الحضري للمدينة. ويعد هذا المشروع خطوة رائدة ضمن خطة تطوير منظومة النقل في العاصمة السعودية، التي تسعى إلى دمج التقنيات المتقدمة لتعزيز كفاءة الخدمات وتحسين تجربة التنقل للمواطنين والمقيمين على حد سواء.
وتهدف هذه التجربة إلى اختبار أداء المركبات ذاتية القيادة في ظروف واقعية مختلفة، تشمل تنقلها داخل الأحياء، وكذلك على الطرق الرئيسية والمحاور الحضرية، مع مراقبة سلامة التشغيل وسرعة الاستجابة لتغيرات حركة المرور وبيئة المدينة. كما يشمل البرنامج دراسة تفاعل المركبات مع البنية التحتية الذكية المتوفرة في الرياض، وضمان التكامل بين هذه التقنيات وأنظمة النقل الأخرى لتقديم خدمات متكاملة تلبي متطلبات المستقبل.
يشكل هذا المشروع أحد المحاور الرئيسية لرؤية الرياض الطموحة التي تهدف إلى تحويل المدينة إلى عاصمة عالمية ذكية، تعتمد على الابتكار والتقنية لتحسين جودة الحياة. ويتوقع أن تلعب مركبات الأجرة ذاتية القيادة دوراً مهماً في التخفيف من ازدحامات المرور، وتقليل الانبعاثات، بالإضافة إلى توفير حلول نقل أكثر أماناً وفعالية، خاصة مع تزايد الطلب على خدمات التنقل داخل المدينة.
وجاء الإعلان عن انطلاق التشغيل التجريبي بعد جهود مكثفة قامت بها الجهات المعنية لتوفير بيئة متكاملة وتجهيزاته التكنولوجيا، إلى جانب إعداد الكوادر الفنية والتشغيلية المختصة لمتابعة سير العمل وضمان الالتزام بأعلى معايير السلامة والأمان. كما شمل البرنامج التعاون مع خبراء محليين وعالميين في مجال أنظمة القيادة الذاتية والتقنيات الذكية، لتطوير التقنيات بما يتناسب مع خصوصيات البيئة المحلية ومتطلبات المستخدمين.
ويأتي بدء التشغيل التجريبي في إطار سلسلة من المبادرات الحكوميّة التي تدعم التحول التقني في عدة قطاعات حيوية داخل السعودية، ومن بينها قطاع النقل، الذي يعتبر من أهم الأولويات لتحسين مستويات الخدمات، وتعزيز الاستدامة وتقليل الاعتماد على السيارات التقليدية التي تعمل بالوقود الأحفوري. كما يعكس المشروع التزام المملكة بقيادة التحول الرقمي وتبني أحدث الحلول التكنولوجية التي تواكب التطورات العالمية.
تتضمن برامج التشغيل التجريبي مراقبة دقيقة لأداء المركبات، وتسجيل البيانات المتعلقة بكفاءة التشغيل وسلامة الركاب، بالإضافة إلى تقييم مدى توفر ظروف تشغيل مناسبة في كل موقع من المواقع المختارة. ويشارك في هذه التجربة مجموعات مختلفة من المستخدمين بهدف جمع تغذيات راجعة تساعد في تحسين النظم البرمجية والميكانيكية قبل إطلاق الخدمة بشكل كامل في المستقبل القريب.
وفي الختام، يمثل انطلاق التشغيل التجريبي لمركبات الأجرة ذاتية القيادة خطوة نوعية تضع الرياض في مصاف المدن العالمية التي تعتمد النقل الذكي والمستدام كرافد رئيسي لتطوير مدن المستقبل. ويعبر ذلك عن تطلع الدولة إلى بناء بنية تحتية لنقل حضري متطور يعزز رفاهية السكان، ويقدم حلولاً عصرية تلبي تطلعاتهم في التنقل السريع والآمن، ويحفز الابتكار ويسهم في بناء اقتصاد معرفي متقدم.