أوضحت الجمعية الفلكية بجدة أن هناك ظاهرة فلكية فريدة يمكن من خلالها تحديد اتجاه القبلة بدقة متناهية من أي مكان على سطح الأرض يرى فيه الشمس، وهذه الظاهرة تتكرر مرتين في كل عام، مما يعكس دقة النظام الكوني وروعة التوازن الذي يسير عليه الكون. وتعتبر هذه الظاهرة دليلاً علمياً قوياً على كروية الأرض، حيث يمكن للمسلمين في مختلف أنحاء العالم الاستفادة منها لتحديد اتجاه الصلاة بدقة دون الحاجة إلى وسائل إلكترونية أو أجهزة تحديد الاتجاه.
تحدث هذه الظاهرة عندما تكون الشمس في موقع محدد في السماء بحيث تتعامد أشعتها على الكعبة المشرفة، مما يجعل ظل أي جسم قائم على سطح الأرض يشير مباشرة إلى اتجاه القبلة. وتتيح هذه اللحظة النادرة للمسلمين حول العالم فرصة فريدة لمعرفة الاتجاه الصحيح للصلاة بشكل بسيط وعملي، باستخدام الظل الناتج عن أشعة الشمس، وهو ما يعكس دقة النظام الفلكي الذي خلقه الله سبحانه وتعالى.
وتشير الجمعية الفلكية إلى أن هذه الظاهرة تتكرر مرتين في السنة، في أوقات محددة تتغير بناءً على موقع الشمس في مدارها حول الأرض، وتختلف مواعيدها قليلاً من عام إلى آخر. وتعتبر هذه اللحظات فرصة تعليمية وتوعوية لتعريف الناس بأهمية الفلك في حياتنا اليومية، وكيف يمكن للعلوم الفلكية أن تخدم الجوانب الدينية والعملية في آن واحد.
كما تؤكد الجمعية أن هذه الظاهرة ليست مجرد حدث فلكي عابر، بل هي تعبير عن النظام الدقيق الذي يحكم حركة الأجرام السماوية، وتدل على حكمة الخالق في خلق الأرض والسماء، حيث يمكن من خلال هذا النظام تحديد الاتجاهات بدقة عالية دون الحاجة إلى أدوات معقدة. ويعزز هذا الفهم العلمي من إيمان الإنسان بقدرة الله وعظمته في خلق الكون.
من الناحية العلمية، تعتمد هذه الظاهرة على موقع الشمس بالنسبة للكعبة المشرفة، حيث تكون الشمس عمودية على خط الطول الذي يمر بالكعبة، وعندها يكون ظل أي جسم قائم على الأرض موجهًا مباشرة نحو الكعبة. ويستطيع أي شخص في أي مكان يرى فيه الشمس خلال هذه اللحظة أن يحدد اتجاه القبلة بسهولة من خلال مراقبة ظل جسم قائم، مما يسهل على المسلمين أداء الصلاة بشكل صحيح في أي مكان يتواجدون فيه.
في الختام، تؤكد الجمعية الفلكية بجدة أن هذه الظاهرة الفلكية المميزة تعد من أجمل الأمثلة على التناغم بين العلم والدين، حيث توفر وسيلة علمية دقيقة لتحديد اتجاه القبلة، وتبرز عظمة النظام الكوني الذي خلقه الله. وتشجع الجمعية الجميع على الاستفادة من هذه الظاهرة في تحديد اتجاه الصلاة، وتعزيز الوعي بأهمية الفلك في حياتنا اليومية، مع التأكيد على أن العلم والدين يسيران جنباً إلى جنب في خدمة الإنسان وفهم الكون من حوله.