أجرى وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية مباحثات هامة مع وزير الخارجية البريطاني، تركزت حول أبرز التطورات الإقليمية والدولية، وعدد من القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وذلك في إطار الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تبذلها الرياض ولندن لتعزيز التنسيق السياسي والدفع باتجاه حلول سلمية ومستدامة لأزمات المنطقة والعالم.
وخلال اللقاء، تبادل الوزيران وجهات النظر حول الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما ما يتعلق بملفات الأمن الإقليمي، واستقرار أسواق الطاقة، وتداعيات الأزمات السياسية والإنسانية في عدد من الدول العربية، إلى جانب الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومسار عملية السلام، وجهود دعم الاستقرار في كل من سوريا واليمن ولبنان والسودان.
كما تطرقت المباحثات إلى عدد من القضايا الدولية التي تفرض نفسها على الساحة العالمية، من أبرزها التداعيات الاقتصادية الناجمة عن النزاعات الجيوسياسية، وتأثير التغير المناخي على الأمن الغذائي والمائي، وضرورة تنسيق المواقف حيال التحديات المشتركة مثل الإرهاب والتطرف، وملف الأمن السيبراني، وأهمية حماية البنية التحتية الحيوية للدول في العصر الرقمي.
وأكد الوزيران خلال اللقاء على متانة العلاقات الثنائية التي تربط بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية، وأهمية البناء على هذا الأساس المتين لتعميق التعاون في مختلف المجالات، سواء على المستوى السياسي والدبلوماسي أو في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتعليمية والتكنولوجية، بما يخدم مصالح البلدين ويعزز الأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي والدولي.
وشدد الجانبان على أهمية الحوار المتبادل والتشاور المستمر في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها العالم، حيث تتقاطع التحديات وتتسارع التغيرات، مما يتطلب مقاربات عقلانية وشراكات فعالة بين الدول المؤثرة لضمان استقرار النظام الدولي، والتعامل مع القضايا المعقدة برؤية شمولية تحقق التوازن بين المصالح الوطنية والمسؤوليات العالمية.
واختتم اللقاء بالتأكيد على استمرار التنسيق بين البلدين في المحافل الدولية، وتفعيل أطر التعاون المشترك بما ينعكس إيجابًا على الأمن والسلم الدوليين، ويعزز من قدرة البلدين على المساهمة في إيجاد حلول دائمة ومستدامة لأزمات العصر، انطلاقًا من مبادئ احترام السيادة، والدفع نحو التنمية، وتغليب لغة الحوار والدبلوماسية على كافة المسارات.