أوضحت دار الإفتاء المصرية أن مقولة “كذب المُنَجِّمون ولو صدقوا” المشهورة بين الناس ليست من الأحاديث النبوية الشريفة، رغم أن معناها صحيح. فالمنجِّم يدعي علم الغيب، وهو أمر محرَّم شرعًا. التنجيم يشبه الكهانة، حيث يتوقع المنجِّم أحداث المستقبل بناءً على حركة النجوم والكواكب، مما يضل الناس ويصرفهم عن الله تعالى.
الفرق بين علم الفلك والتنجيم
وأكدت دار الإفتاء أن علم الفلك يختلف تمامًا عن التنجيم. علم الفلك يعتمد على الملاحظة والدراسة العلمية، وهو مطلوب شرعًا لما له من فوائد متعددة في الدين والدنيا. على النقيض، التنجيم يُعتبر نوعًا من الكهانة ويؤدي إلى ادعاء معرفة الغيب، وهو ما استأثر الله به وحده.
التحذير من الانسياق وراء المنجِّمين
حذَّرت دار الإفتاء من الانسياق وراء المنجِّمين والكهنة، الذين يدفعون الناس للاعتقاد بالخرافات والدجل، مما قد يؤدي إلى الهلاك في الدنيا والآخرة. المنجِّم يدعي علم المستقبل مثل أوقات هبوب الرياح أو تغيُّر الأسعار، وهي أمور لا يعلمها إلا الله.
حرمة الكهانة والتنجيم في الإسلام
أكدت دار الإفتاء أن الكهانة والتنجيم حرام شرعًا، ولا يجوز الذهاب إلى الكهنة أو تصديقهم. قال الله تعالى في سورة النساء: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا﴾.
دعوى علم الغيب
المنجِّم يدعي علم الغيب استنادًا إلى حركة النجوم، وهو ادعاء باطل. القرآن الكريم يؤكد في عدة آيات أن علم الغيب هو اختصاص الله وحده. قال الله تعالى في سورة النمل: ﴿قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾.
أوضح الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه “فتح الباري” أن الآيات ترد على المنجِّمين وكل من يدعي علم الغيب، مؤكدة أن ادعاءهم يتناقض مع القرآن.