في خطوة هامة لتعزيز الدعم العربي للشعب السوري في مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد، انطلق اليوم في الرياض اجتماع لوزراء خارجية الدول العربية بحضور وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان. الاجتماع يعد محطة جديدة في سلسلة من اللقاءات الدولية التي تهدف إلى إعادة بناء سوريا وتحقيق استقرارها بعد أكثر من عقد من النزاع الدموي.
أبرز المشاركين في القمة
الاجتماع الذي ينقسم إلى جزئين، الأول يقتصر على الوزراء العرب، بينما يشهد الثاني حضور مسؤولين غربيين، مثل ممثلي دول فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، والولايات المتحدة، إضافة إلى المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون. كما حضر الاجتماع أيضًا المفوض الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، ووكيل وزارة الخارجية الأمريكية جون باس.
استمرار التنسيق العربي في دعم سوريا
تأتي هذه الاجتماعات استكمالًا للقاء العقبة الذي عقد الشهر الماضي في الأردن، حيث جددت لجنة الاتصال الوزارية تأكيدها على دعم الشعب السوري في جهود إعادة بناء بلاده، والحفاظ على استقرارها وأمنها ووحدتها. كما شددت على ضرورة دعم عملية سياسية انتقالية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة والجامعة العربية، تشارك فيها جميع الأطياف السورية.
التحديات أمام الحكومة السورية
في الوقت الذي يسعى المجتمع الدولي إلى إيجاد حلول مستدامة في سوريا، تواجه الحكومة السورية تحديات جسيمة، أبرزها ضرورة رفع العقوبات الغربية، وإعادة ضبط السلاح بيد الدولة، وحل الفصائل المسلحة. من بين الملفات الرئيسية المطروحة عقد مؤتمر للحوار الوطني وإعداد دستور جديد، إضافة إلى التحضير لإجراء الانتخابات.
تداعيات الحرب الأهلية السورية
كانت القوى الغربية قد فرضت عقوبات على حكومة الأسد بسبب حملتها العسكرية ضد الاحتجاجات الشعبية في عام 2011، وهو ما أدى إلى إشعال الحرب الأهلية التي دامت لأكثر من 13 عامًا وأسفرت عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص، وتدمير الاقتصاد، ونزوح ملايين السوريين إلى خارج البلاد.
خاتمة
إن الاجتماع الذي تحتضنه الرياض يعد خطوة جديدة نحو إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، حيث يعكس التزام المجتمع العربي والدولي بإعادة سوريا إلى استقرارها. كما تظل التحديات الكبرى ماثلة أمام الجميع في سبيل إعادة بناء الدولة السورية وتحقيق السلام المستدام.