تشارك المملكة العربية السعودية في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس 2025” بهدف عرض استراتيجيتها الطموحة للتحول إلى قوة إقليمية في مجال الذكاء الاصطناعي. حيث تسعى السعودية لجذب الانتباه لمشاريعها الاستراتيجية الكبرى مثل مشروع “نيوم” ومبادرة “العلا”، التي تهدف إلى جعل المدينة التراثية وجهة عالمية.
وفي هذا السياق، تبرز أهمية مشروع “نيوم”، الذي يمثل رؤية مستقبلية لتطوير حضري متكامل في شمال غرب المملكة. يتضمن المشروع مجموعة من الابتكارات التكنولوجية والبيئية، حيث يتم الترويج له كوجهة للسياحة والعيش الفاخر.
وأشار وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، إلى أن مساهمة النفط في الناتج المحلي الإجمالي قد تراجعت بشكل ملحوظ، من 70% إلى ما بين 30% و35%. ويعكس هذا التغيير التوجه الاستراتيجي للمملكة نحو تنويع الاقتصاد وتعزيز القطاعات غير النفطية مثل السياحة والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية.
كما أكد الجدعان أن الرياض تتمتع بعلاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة وعلاقات وثيقة مع الصين، مما يعزز من قدرة المملكة على سد الفجوة بين الطرفين. وأشار إلى أن السعودية تستثمر بكثافة في مشاريع الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على جذب المواهب في هذا المجال.
في سياق متصل، تجاوز الاقتصاد السعودي حاجز التريليون دولار لأول مرة، مما يعكس النمو المستدام والتوجه نحو تحقيق طموحات رؤية 2030. وتعتبر جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية من المؤسسات الرائدة في دعم مبادرات الذكاء الاصطناعي من خلال الشراكات الاستراتيجية والمشروعات الوطنية.
كما أكد الخبراء أن المملكة تستلهم تجارب دول مثل سنغافورة، التي اعتمدت على الابتكار التكنولوجي رغم نقص الموارد الطبيعية. ويظهر هذا التوجه الجديد رغبة السعودية في تعزيز ريادتها في مجال التكنولوجيا والابتكار، لضمان مكانتها كمركز عالمي في المستقبل.
تأتي مشاركة السعودية في “دافوس” كجزء من استراتيجيتها لتعزيز الابتكار والتعاون الدولي، مما يجعلها نموذجًا يحتذى به في مجال التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في المنطقة.