تنطلق غدًا في العاصمة السعودية الرياض فعاليات مؤتمر مبادرة القدرات البشرية في نسخته الثانية تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، حيث يحمل المؤتمر هذا العام شعار “ما بعد الاستعداد للمستقبل” الذي يعكس مرحلة جديدة من التوجه الاستراتيجي للمملكة في مجال تنمية القدرات البشرية.
يأتي هذا المؤتمر الدولي كواحد من أهم الفعاليات العالمية المتخصصة في مجال تطوير المهارات البشرية وتمكين الكوادر الوطنية، حيث يجمع تحت سقف واحد نخبة من الخبراء والمتخصصين وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم لتبادل الخبرات واستشراف آفاق المستقبل في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها سوق العمل عالميًا.
وتتمحور أجندة المؤتمر حول عدة محاور رئيسية تشمل استعراض أحدث التجارب العالمية في مجال تطوير التعليم والتدريب، ومناقشة سبل تعزيز المهارات المستقبلية التي تتطلبها الثورة الصناعية الرابعة، بالإضافة إلى استكشاف آليات تحويل الرؤى الطموحة إلى واقع ملموس في مجال إعداد الكوادر البشرية المؤهلة لقيادة مستقبل المملكة.
وقد أكد المنظمون أن اختيار شعار “ما بعد الاستعداد للمستقبل” لهذا العام يأتي تتويجًا لمرحلة التأسيس التي شهدتها النسخة الأولى من المؤتمر، حيث تنتقل المملكة الآن إلى مرحلة التنفيذ والتطبيق العملي لاستراتيجيات تنمية القدرات البشرية التي تتناغم مع متطلبات رؤية المملكة 2030 الطموحة.
ومن المقرر أن يشهد المؤتمر إطلاق عدة مبادرات ومشاريع نوعية تهدف إلى تعزيز القدرات التنافسية للشباب السعودي على المستوى العالمي، مع التركيز بشكل خاص على مهارات المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، والابتكار الرقمي، وغيرها من المجالات التي تشكل ركيزة الاقتصادات الحديثة.
ويعد هذا المؤتمر امتدادًا لجهود المملكة الحثيثة في إعداد أجيال قادرة على مواكبة التطورات العالمية، حيث تسعى من خلاله إلى تعزيز الشراكات الدولية وتبادل الخبرات مع أبرز المؤسسات العالمية المتخصصة في مجال تنمية المهارات البشرية، بما يضمن تحقيق نقلة نوعية في جودة التعليم والتدريب المهني والتقني في المملكة.
كما سيتضمن المؤتمر جلسات حوارية وورش عمل متخصصة تناقش أفضل الممارسات العالمية في مجال إعداد القوى العاملة للمستقبل، مع استعراض التجارب السعودية الناجحة في هذا المجال، حيث أصبحت المملكة نموذجًا يُحتذى به في تبني سياسات طموحة لتمكين الشباب وتأهيلهم لسوق العمل المستقبلي.
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في وقت تشهد فيه المملكة طفرة غير مسبوقة في مجال التحول الرقمي وتوطين التقنيات الحديثة، مما يتطلب إعداد كوادر بشرية مؤهلة قادرة على قيادة هذا التحول الكبير الذي يشهده الاقتصاد الوطني في ظل رؤية 2030.
ومن المتوقع أن يخرج المؤتمر بتوصيات عملية تسهم في تعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي وعالمي للتميز في مجال تنمية القدرات البشرية، مع التركيز على تحويل التحديات إلى فرص استثمارية حقيقية في رأس المال البشري الذي يعد أهم ثروات الأمة.
هذا وتؤكد المملكة من خلال هذا المؤتمر على التزامها الراسخ ببناء الإنسان السعودي وتأهيله ليكون عنصرًا فاعلًا في مسيرة التنمية الشاملة، حيث يمثل الاستثمار في التعليم والتدريب ركيزة أساسية لتحقيق طموحات القيادة الحكيمة في جعل المملكة نموذجًا عالميًا في اقتصاد المعرفة.