في خطوة تعزز موقع المملكة العربية السعودية كمركز جذب سياحي عالمي، أعلن برنامج الربط الجوي بالشراكة مع مطارات جدة عن اتفاقية تعاون جديدة مع شركة “ترانسافيا فرنسا” لبدء تشغيل رحلات جوية مباشرة من مدينتَيْ تولوز ومارسيليا الفرنسيتين إلى مطار جدة الدولي، وذلك اعتبارًا من أكتوبر 2025. تأتي هذه المبادرة في إطار الجهود المشتركة لتعزيز الشبكة الجوية الدولية للمملكة، وتسهيل وصول السياح والزائرين من أوروبا إلى المدن السعودية، بما يدعم أهداف رؤية 2030 في تنويع القطاع الاقتصادي وزيادة عدد السياح الوافدين.
تهدف الاتفاقية إلى تعزيز التبادل الثقافي والسياحي بين البلدين، حيث ستوفر الرحلات الجديدة فرصًا لاستقطاب العائلات الفرنسية والمسافرين الباحثين عن تجارب سياحية فريدة في المناطق التاريخية والتراثية بجدة، مثل منطقة البلد التُراثية المصنفة ضمن قائمة اليونسكو، والشواطئ الساحلية المميزة. كما ستسهم في تسهيل حركة رجال الأعمال والاستثمارات بين البلدين، لا سيما في ظل النمو المتسارع للمشاريع العقارية والترفيهية في المملكة.
من المتوقع أن تُساهم هذه الرحلات في زيادة عدد الرحلات الأسبوعية بين فرنسا والمملكة، مع توفير خيارات سفر مرنة تُلائم احتياجات مختلف الفئات، بما في ذلك العروض الترويجية لجذب السياحة العائلية. كما تُعتبر هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أوسع لبرنامج الربط الجوي لتعزيز الشراكات مع شركات الطيران الدولية، وربط المدن السعودية بأكثر من 250 وجهة حول العالم بحلول عام 2030.
يأتي هذا الإعلان بالتزامن مع التوسع الكبير في البنية التحتية لمطارات المملكة، حيث تشهد مطارات جدة والمدينة المنورة ونيوم تطويرات متسارعة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المسافرين. كما يُعد تعزيز الربط الجوي مع فرنسا خطوة مُكملة لاتفاقيات سابقة أبرمتها المملكة مع جهات أوروبية لتحفيز السياحة الدينية والترفيهية، لا سيما بعد النجاح الكبير لموسم العمرة وزيارة المعالم التاريخية.
تُشير التوقعات إلى أن هذه الشراكة ستفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات التدريب الفني وتبادل الخبرات في إدارة المطارات والخدمات اللوجستية، مع التركيز على تبني التقنيات الحديثة لضمان تجربة سفر سلسة ومريحة. كما تعكس الاتفاقية الثقة المتزايدة للشركات الأوروبية في الفرص الاستثمارية التي توفرها المملكة، خاصة في قطاعات الضيافة والترفيه، التي تشهد تحولات غير مسبوقة تماشيًا مع رؤية التحديث الاقتصادي.
بهذه الخطوة، تؤكد المملكة التزامها بتحويل قطاع الطيران إلى رافد أساسي للاقتصاد الوطني، وتعزيز مكانتها كجسر للتواصل بين الشرق والغرب، عبر شبكة رحلات جوية تُغطي القارات الخمس، وتلبي تطلعات المسافرين الباحثين عن تجارب ثقافية واستثمارية مبتكرة.