أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية عن بدء توزيع بطاقات “نسك” الذكية للحجاج استعدادًا لموسم حج عام 1446هـ، حيث وصلت حتى الآن عدد البطاقات المصدرة إلى أكثر من 150 ألف بطاقة، في خطوة تهدف إلى تعزيز تجربة الحجاج وتسهيل أداء مناسكهم بأعلى درجات التنظيم والدقة. تُعد بطاقة “نسك” إحدى الوسائل التقنية الحديثة التي تعتمدها الوزارة ضمن جهودها للتحول الرقمي في منظومة الحج، حيث تحتوي البطاقة على معلومات متكاملة تخص الحاج، مثل موقع السكن في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، بالإضافة إلى بيانات التواصل مع شركة تقديم الخدمة، مما يسهل عمليات التوجيه والإرشاد ويقلل من حالات التيه والفقدان.
تُنتج بطاقات “نسك” محليًا داخل المملكة في مصانع متخصصة وفق أعلى معايير الجودة والأمان، حيث زُودت بعناصر تقنية متطورة تحميها من الاستنساخ والتزوير، وتساعد رجال الأمن في التحقق الميداني من هوية الحجاج، ما يعزز من سلامة وأمن الحجاج خلال أداء المناسك. وتأتي هذه الخطوة ضمن رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تطوير منظومة الحج باستخدام أحدث التقنيات الرقمية، لتوفير تجربة حج آمنة ومنظمة تليق بضيوف الرحمن.
تستمر عمليات طباعة وتوزيع البطاقات حتى انتهاء فترة إصدار التصاريح والتأشيرات الخاصة بالحجاج، لتشمل جميع الفئات المستهدفة من الداخل والخارج. حيث يتم تسليم بطاقات “نسك” للحجاج القادمين من الخارج فور وصولهم إلى المملكة من خلال شركات تقديم الخدمة المعتمدة، بينما يتم توزيعها على حجاج الداخل في نقاط التجمع المخصصة قبل بدء موسم الحج، بالتعاون مع الجهات المنظمة، لضمان وصول البطاقة لكل حاج في الوقت المناسب.
تُعتبر بطاقة “نسك” نقلة نوعية في خدمات الحجاج، إذ تسهم في تسهيل التنقلات داخل المشاعر المقدسة، وتعزيز التتبع وتوفير بيانات فورية عن الحجاج، مما يرفع كفاءة إدارة الحشود ويُسهم في سرعة الاستجابة للحالات الطارئة. كما تدعم البطاقة تقليل الاعتماد على الوثائق الورقية التقليدية، وتوفر منصة متكاملة لخدمات الحج الرقمية، مما يعكس حرص الوزارة على تقديم تجربة حج متطورة وآمنة تواكب التطورات التقنية العالمية.
من خلال هذه المبادرة، تؤكد وزارة الحج والعمرة التزامها بتوفير أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، وتعزيز التنظيم والرقابة خلال موسم الحج، بما يضمن سلامة الحجاج وراحتهم، ويعزز من مكانة المملكة كقائد عالمي في تنظيم مناسك الحج بأعلى مستويات الجودة والابتكار.