saudinewsksa اخبار السعودية اخبار السعودية
مقالات مشابهة
عقد سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية هشام الناظر لقاءً مع رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة مجتبى أماني لبحث التطورات الإقليمية والدولية الراهنة، مع التركيز على أهمية تعزيز آليات الحوار البنّاء وبناء الثقة بين الدول لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وجاء اللقاء في إطار الجهود الدبلوماسية المشتركة لتعزيز التفاهم المتبادل وفتح قنوات اتصال فعّالة تخدم المصالح الإستراتيجية للدول المجاورة.
أكد الجانبان خلال المباحثات ضرورة تكثيف التنسيق بين الدول الإقليمية لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية المشتركة، بما في ذلك ملفات مكافحة الإرهاب وتهريب الأسلحة وتهديدات الأمن السيبراني. كما ناقشا سبل دعم الحلول السياسية للأزمات العالقة في المنطقة، مع التركيز على احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وفقًا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
من جهته، أشار السفير الناظر إلى التزام المملكة بدعم كل الجهود الرامية إلى تحقيق السلام الشامل والعادل، مؤكدًا أن استقرار المنطقة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتحقيق التوازن في العلاقات بين دولها وتعزيز التعاون في المجالات التنموية. كما أعرب عن أهمية تفعيل دور المنظمات الإقليمية والدولية في معالجة القضايا الخلافية عبر الحوار بدلًا من التصعيد.
بدوره، أكد رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار، مشيرًا إلى أن إيران تسعى لبناء شراكات متوازنة مع جيرانها العرب. كما ناقش الجانبان آليات تفعيل اتفاقيات التعاون الثنائي في المجالات الثقافية والعلمية، والتي تُعتبر جسورًا مهمة لتعزيز التفاهم بين الشعوب.
يأتي هذا اللقاء في سياق التحركات الدبلوماسية المكثفة التي تشهدها المنطقة لاحتواء التوترات، حيث تُولي المملكة العربية السعودية وإيران اهتمامًا متزايدًا للحوار المباشر بعد سنوات من القطيعة. كما يعكس اللقاء توجهًا عامًا نحو إعطاء الأولوية للحلول الدبلوماسية في معالجة الملفات العالقة، مثل الأزمة السورية واليمنية، وتفعيل آليات التعاون الاقتصادي لتحقيق التنمية المستدامة.
ومن المتوقع أن تمهد هذه المباحثات الطريق لمزيد من اللقاءات رفيعة المستوى، في إطار السعي لبناء رؤية مشتركة تعزز الأمن الجماعي وتُحفز التكامل الإقليمي في مجالات النقل والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، بما يخدم مصالح شعوب المنطقة ويُقلل من تأثير الأزمات الجيوسياسية على استقرارها.
