في تغطية مباشرة لموسم الحج، أفاد مراسل إحدى القنوات الإخبارية أن منشأة الجمرات قد شهدت منذ الساعات الأولى من صباح اليوم توافدًا ضخمًا لحجاج بيت الله الحرام، حيث تجاوز عدد الحجاج الذين أدّوا رمي الجمرات حتى هذه اللحظة نحو 800 ألف حاج، جميعهم تحركوا بانسيابية كبيرة وبأجواء تنظيمية متميزة عكست حجم الجهد المبذول من الجهات السعودية المختصة لتنظيم هذا الركن المهم من مناسك الحج.
منذ لحظة شروق الشمس بدأت أفواج الحجيج في التحرك من مخيماتهم بمشعر منى باتجاه جسر الجمرات، لتأدية شعيرة رمي الجمرات الثلاث، وهي من أبرز المناسك في أيام التشريق، ويتوجب على الحاج فيها رمي الجمرة الصغرى ثم الوسطى وأخيرًا جمرة العقبة الكبرى. ورغم كثافة الأعداد، فإن حركة الحجيج داخل منشأة الجمرات سارت بشكل سلس ومنظم، بفضل التوزيع الدقيق للأدوار وتحديد المسارات واستخدام التقنيات الذكية لتوجيه الحشود وضمان انسيابهم دون تزاحم أو تدافع.
ولم تكن هذه الانسيابية وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة تخطيط طويل المدى واستعدادات موسعة قامت بها الجهات المختصة، من خلال تعزيز البنية التحتية للمنشأة متعددة الطوابق، وتوزيع فرق الأمن والإسعاف والإرشاد على امتداد محاور الحركة، إلى جانب تكثيف حملات التوعية الميدانية والإلكترونية التي تم توجيهها للحجاج بعدة لغات، لشرح خطوات الرمي وتحديد الأوقات الأنسب لتجنب الذروة.
وقد أعرب كثير من الحجاج عن ارتياحهم وسعادتهم لما لمسوه من سهولة ويسر في أداء شعيرة الرمي، مشيدين بالخدمات المقدمة والجهود التي بُذلت من أجل راحتهم وسلامتهم. وأكدوا أن هذا التنظيم فاق توقعاتهم، لا سيما في ظل التحديات التي تصاحب تحرك مئات الآلاف من الأشخاص في وقت واحد، إلا أن الانضباط والتنظيم والتقنيات الحديثة كان لها دور بارز في جعل التجربة مريحة وآمنة.
وتأتي هذه الحركة المكثفة في إطار الأيام التشريعية الثلاثة التي يقوم فيها الحجاج بأداء رمي الجمرات، حيث يختار البعض التعجل فيغادرون منى بعد اليوم الثاني، بينما يستمر آخرون حتى اليوم الثالث والأخير، ما يعني أن منشأة الجمرات ستظل تستقبل مئات الآلاف من الحجاج على مدى ساعات اليوم، في تنقلات مدروسة ضمن خطة تفويج دقيقة.