saudinewsksa اخبار السعودية اخبار السعودية
مقالات مشابهة
في مشهد يعكس أعلى مستويات الكفاءة والتنظيم خلال موسم الحج، تم تسجيل مدة زمنية قياسية لعبور الحجاج داخل منشأة الجمرات، حيث أكدت مصادر ميدانية أن الحاج يتمكن من الدخول إلى المنشأة وأداء رمي الجمرات ثم الخروج منها في فترة لا تتجاوز الست دقائق فقط، حتى في أوقات الذروة التي تشهد أكبر تدفق للحشود.
هذا الإنجاز التنظيمي الكبير لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة استعدادات موسعة وتكامل بين جميع الجهات المعنية بإدارة الحشود داخل المشاعر المقدسة، وخاصة في واحدة من أكثر المناطق ازدحامًا وهي منشأة الجمرات. المنشأة التي كانت في وقت من الأوقات تشكل تحديًا بسبب تدافع الحجاج وضيق الوقت المتاح للرمي، تحوّلت إلى نموذج يحتذى به في الانسيابية والدقة، وذلك بفضل بنية تحتية متطورة تتضمن عدة طوابق ومسارات متعددة لتوزيع الحشود، إضافة إلى أنظمة مراقبة ذكية وتوجيه فوري على مدار الساعة.
يتم تفويج الحجاج إلى الجمرات وفق خطط زمنية دقيقة تأخذ في الاعتبار كثافة العدد والطقس والعوامل الصحية. وقد ساهمت هذه الخطط في منع التزاحم والتكدس، ما أدى إلى تقليص وقت بقاء الحاج داخل المنشأة بشكل كبير، بحيث يدخل ويؤدي المناسك ويغادر في أقل من ست دقائق، وهو معدل يُعد مثاليًا بالنظر إلى الطبيعة الجماعية لهذه الشعيرة.
ومن الجدير بالذكر أن وقت الذروة عادة ما يمثل التحدي الأكبر في إدارة الحشود، حيث يفضل كثير من الحجاج أداء الرمي في الفترات المفضلة بعد الزوال، ما يؤدي إلى تركّز الأعداد بشكل كبير. لكن بفضل التقنية المتقدمة والخطط المدروسة، أصبح هذا التحدي تحت السيطرة الكاملة، ما أتاح للحجاج تأدية المناسك بأمان وسلاسة دون شعور بالازدحام أو الخطر.
وتنتشر الفرق الأمنية والإرشادية والطبية على امتداد مسارات الجمرات لتقديم الدعم والتوجيه للحجاج، إضافة إلى تفعيل وسائل مراقبة دقيقة لرصد أي اختناقات والتعامل معها فورًا. كما يتم التنسيق المسبق مع حملات الحج لإبلاغهم بمواعيد التفويج وتزويد الحجاج بالإرشادات بلغات متعددة، لضمان التزام الجميع بالتعليمات بما يحقق أعلى درجات الانسياب.
وهذا التنظيم النموذجي لم ينعكس فقط على سرعة المرور، بل على راحة الحجاج النفسية والجسدية، حيث أبدى كثير منهم دهشتهم من سهولة الرمي وسرعة الإنجاز، مؤكدين أن رحلتهم لأداء هذا الركن من الحج كانت هادئة وخالية من أي عناء، وهو ما أضاف بعدًا روحيًا ومعنويًا عميقًا لتجربتهم في المشاعر المقدسة.
