وجه الدكتور عبد الله عسيري، وكيل وزارة الصحة للصحة السكانية، تحذيراً هاماً بشأن الاستخدام المتزايد لأدوية السمنة، مثل “أوزمبك” و”مونجارو”، مؤكداً على ضرورة أن يتم استخدام هذه الأدوية حصراً تحت الإشراف الطبي المتخصص. وتأتي هذه التوصية في إطار حرص الوزارة على سلامة المرضى ورفع الوعي بالمخاطر الصحية المحتملة الناتجة عن الاستخدام العشوائي أو غير المنظم لهذه الأدوية، التي قد تكون لها آثار جانبية خطيرة إذا لم تستخدم بالطريقة الصحيحة والجرعات المناسبة.
وأوضح الدكتور عسيري أن أدوية السمنة ليست مجرد حل سحري لإنقاص الوزن، بل هي أدوية تتطلب تقييماً دقيقاً لحالة المريض الصحية، وتحديد الجرعة المناسبة، ومراقبة الآثار الجانبية المحتملة. وأشار إلى أن سوء استخدام هذه الأدوية قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل اضطرابات الجهاز الهضمي، ومشاكل في الكلى، أو حتى التأثير على مستويات السكر في الدم بشكل غير آمن، خاصة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
كما شدد وكيل الوزارة على أهمية تجنب الإفراط في تقليل السعرات الحرارية في الأنظمة الغذائية المتبعة بالتزامن مع استخدام هذه الأدوية، أو اللجوء إلى الأنظمة الغذائية النباتية الصارمة بشكل غير مدروس. وأكد أن هذه الممارسات قد تسبب نقصاً في العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم، مما يؤثر سلباً على الصحة العامة ويضعف المناعة. ونصح بضرورة استشارة أخصائيي التغذية لوضع خطة غذائية متوازنة وصحية تتناسب مع حالة كل فرد ومتطلباته الفسيولوجية، وتضمن حصول الجسم على كافة احتياجاته الغذائية الضرورية.
وبخصوص المكملات الغذائية، ذكر الدكتور عسيري أنه لا توجد حاجة عامة لتناول المكملات الغذائية في معظم الحالات، طالما أن الشخص يتبع نظاماً غذائياً متوازناً ومتنوعاً يوفر جميع الفيتامينات والمعادن الضرورية. وأشار إلى أن المكملات الغذائية يجب أن تستخدم فقط في حالات النقص المؤكد للعناصر الغذائية، وبعد استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية لتحديد النوع والجرعة المناسبة، حيث أن الإفراط في تناول بعض المكملات قد يكون ضاراً بالصحة.
في النهاية، تؤكد وزارة الصحة على أن السبيل الأمثل للتحكم في الوزن والحفاظ على صحة جيدة يتمثل في تبني نمط حياة صحي يتضمن نظاماً غذائياً متوازناً، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والابتعاد عن العادات الغذائية الضارة. كما تشدد على أن أي تدخل دوائي يجب أن يكون تحت إشراف طبي صارم، لضمان تحقيق الفائدة المرجوة وتجنب أي مخاطر صحية محتملة، وذلك بهدف تعزيز الصحة العامة والسكانية في المجتمع.