الرياض تقود العالم لحماية الإبداع

اعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم بحضور 158 دولة

في خطوة تاريخية، اعتمدت الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية “الويبو” معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي معاهدة تهدف إلى تسهيل حماية تصاميم المصممين على مستوى العالم، مما يجعل إجراءات التسجيل أسرع وأقل تكلفة، سواء في الأسواق المحلية أو الدولية.

المملكة تقود المفاوضات بنجاح

وقال الدكتور عبد العزيز السويلم، الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، إن المعاهدة أخذت وقتًا طويلاً في التفاوض نظرًا لتعقيدها، لكن المملكة السعودية لعبت دورًا محوريًا في الوصول إلى هذه المرحلة، حيث نجحت في استضافة المؤتمر بحضور 158 دولة من أصل 193 عضوًا في المنظمة. واعتبرت المملكة أن إطلاق المعاهدة باسم “معاهدة الرياض” يعد إنجازًا كبيرًا يعكس رؤية المملكة 2030 في تعزيز الابتكار وحماية الإبداع.

دور المملكة في المفاوضات والتبسيط العالمي

من جانبه، أوضح فواز المبلع، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية في الهيئة، أن المعاهدة تركز على تبسيط إجراءات تسجيل النماذج الصناعية للمصممين والمبدعين، خاصة في سوق سريع النمو مثل الهواتف الذكية. وأضاف أن الحماية التي توفرها الملكية الفكرية لهذه النماذج تساهم في نمو السوق المحلي والدولي.

قيمة الملكية الفكرية في الاقتصاد العالمي

وأشار دارين تانغ، المدير العام للويبو، إلى أن قيمة الملكية الفكرية تقدر بنحو 60 تريليون دولار أمريكي، وهي أكبر من اقتصادَي الولايات المتحدة والصين مجتمعين. وبين أن المعاهدة ستدعم المصممين في حماية ابتكاراتهم، وهو أمر يتماشى مع تطلعات رؤية المملكة 2030 التي تضع الابتكار والتكنولوجيا في صميمها.

المعاهدة في خدمة المصممين والمبدعين

تسمح معاهدة الرياض بتقديم طلبات تسجيل التصاميم عبر رسومات، صور فوتوغرافية، أو حتى مقاطع فيديو، مما يمنح المصممين مرونة في تقديم تصاميمهم. كما تتيح لهم إضافة عدة تصاميم في طلب واحد، الأمر الذي يسهم في تبسيط الإجراءات. وتشمل المعاهدة أيضًا تدابير لوقف الإجراءات في حال التأخير غير المقصود في تقديم الطلبات، ما يمنح المصممين وقتًا إضافيًا لحماية حقوقهم.

حماية المعارف التقليدية وتعزيز التنوع الثقافي

كما تربط معاهدة الرياض حماية التصاميم بحماية المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي. وهذا يشمل إضافة معلومات حول المعارف التقليدية المرتبطة بالتسجيل الصناعي، مما يعزز التنوع الثقافي على المستوى العالمي.

التطبيق العالمي للمعاهدة

تتطلب المعاهدة أن يتم التوقيع عليها من قبل 15 طرفًا متعاقدًا لكي تدخل حيز النفاذ، مما يعني أنها ستمثل خطوة هامة في توحيد حماية التصاميم على المستوى الدولي. ومع التزام المملكة بتقديم المساعدة التقنية للدول النامية، فإن المعاهدة تعد خطوة نحو تحقيق التكامل العالمي في مجال حماية الملكية الفكرية.

ختامًا، معاهدة الرياض لقانون التصاميم هي إنجاز عالمي يعزز مكانة المملكة كقائدة في حماية الإبداع والابتكار على الساحة الدولية.

عن admin

شاهد أيضاً

مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة “مسام” ينجح في نزع أكثر من 1,170 لغمًا في الأراضي اليمنية خلال أسبوع واحد

يواصل مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والتنمية، المعروف باسم «مسام»، جهوده المكثفة في مجال إزالة …