فقدت الساحة الأدبية في السعودية الشاعر والإعلامي مسفر الدوسري، الذي رحل بعد معاناة طويلة مع المرض. وقد ترك وراءه إرثًا أدبيًا غنيًا يُعبر عن المشاعر الإنسانية العميقة بأسلوب فني راقٍ. تشهد قصائده على براعته في صياغة المعاني الفريدة، حيث قال في إحدى قصائده الشهيرة: “يمر الوقت على عكاز”، مما يعكس عمق تجربته الحياتية.
نشأته وأعماله
وُلد الدوسري في بيئة غنية بالتراث والثقافة، وهو ما ساهم في تشكيل رؤيته الشعرية. كان يؤمن بأن القصيدة ليست بديلاً للحياة، بل يجب أن تعيش وتتنفس، حيث صرح في حديث سابق له: “لا بد أن نشعّر الحياة لنعيشها”. بدأ نشر قصائده في الصحف والمجلات الأدبية المحلية، وسرعان ما لفت الأنظار بموهبته الفريدة.
أسلوبه الأدبي
تميز الدوسري بأسلوب أدبي يجمع بين الأصالة والتجديد، حيث مزج بين التراث الشعري العربي وروح العصر الحديث. تناولت موضوعاته قضايا إنسانية واجتماعية ووطنية، مما جعله صوتًا مميزًا يعبر عن هموم الإنسان الخليجي والعربي. من أشهر دواوينه “صحاري الشوق” و”ما تخليني بدونك”، بالإضافة إلى كتابه “ما لم أقله شعراً”.
مشاركاته وتأثيره
شارك الدوسري في العديد من الأمسيات الشعرية والمهرجانات الأدبية داخل المملكة وخارجها، وحظي بتقدير واسع من النقاد والجماهير. ورغم رحيله، يبقى إرثه الأدبي حيًا، حيث تظل أعماله مصدر إلهام للأجيال الجديدة من الشعراء والأدباء، الذين يرون فيه نموذجًا يُحتذى به في تحقيق التوازن بين الأصالة والابتكار.
الخاتمة
برحيل مسفر الدوسري، تفقد الساحة الأدبية شاعرًا مهمًا، لكن إرثه الأدبي سيبقى خالدًا في الذاكرة الثقافية. إن قصائده ومؤلفاته تظل شاهدة على قدرته الفائقة على التعبير عن عواطف إنسانية معقدة، مما يجعله واحدًا من أبرز الشعراء في الساحة الأدبية العربية.